Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 186-187)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَتُبْلَوُنَّ } أخبار من الله للمؤمنين بأنه سيقع لهم بلايا من الله بلا واسطة ، ومن الكفار أذى كثير في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم ، وأمر منه لهم بالصبر حين وقوع ذلك ، لأن الجنة حفت بالمكاره ، واللام موطئه لقسم محذوف ، وتبلون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي النونات ، والواو نائب فاعل ، والنون للتوكيد ، وأصله تبلوون أكد فصار تبلونن ، ثم أتى باللام لتدل على القسم المحذوف تحركت الواو الأولى التي هي اللام الكلمة ، وانفتح ما قبلها ألفاً فالتقى ساكنان ، حذفت الألف لالتقاء الساكنين ، ثم حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال ، ثم حركت الواو بحركة مجانسة لها . قوله : ( لالتقاء الساكنين ) علة لمحذوف تقديره وحذفت الألف المنقلبة عن الواو الأولى لإلقتاء الساكنين . قوله : ( لتختبرن ) حل لمعنى لتبلون ، والمعنى يعاملكم معاملة المختبر وإلا فهو أعلم بكم من أنفسكم . قوله : ( بالفرائض فيها ) أي كالزكاة والكفارات والنذور ، وقوله : ( والحوائج ) أي الأمور السماوية التي تهلك الزرع ، كالجراد والفأر والظلمة ، قوله : ( بالعبادات ) أي التكاليف بها ، وقوله : ( والبلاء ) أي الذي يصيب الإنسان في نفسه ، كالعمى والجراحات وغير ذلك . قوله : { مِن قَبْلِكُمْ } جار ومجرور حال من قوله : { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } وأصل لتسمعن تسمعون أكد بالنن ولام القسم ، حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال فالتي ساكنان ، حذفت الواو لالتقائهما ولوجود الضمة التي تدل عيها . قوله : ( والتشبيب بنسائكم ) أي بذكر محاسنهن وأوصافهن بالقصائد وتناشدها بينهم ، وكان يفعل ذلك كعب بن الأشرف لعنه الله . قوله : ( على ذلك ) أي المذكور من الإبتلاء في الأموال والأنفس ، وسماع الأذى من أهل الكتاب . قوله : ( لوجوبها ) أي فالصبر على ما ذكر والتقوى لله من الأمور الواجبة ، فإن من علامة الإيمان الصبر والتقوى ، وقبيح على الإنسان يدعي محبة الله ثم لم يصبر على أحكامه . قال العارف : @ تدعى مذهب الهوى ثم تشكو أين دعواك في الهوى يا معنى لو وجدناك صابراً لبلانا لعطيناك كل ما تتمنى @@ قوله : ( بالياء والتاء في الفعلين ) أي وهما ليبيننه ولا يكتمونه وهما قراءتان سبعيتان فعلى الياء إخبار عنهم وعلى التاء حكاية للحال الماضية . قوله : { فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ } كناية عن عدم التمسك به ، لأن من لم يتمسك بشيء ولم يعتنه طرحه خلف ظهره . قوله : ( شراؤهم ) أشار به إلى أن ما مؤولة بمصدر فاعل بئس ، وقوله : ( هذا ) هو المخصوص بالذم ، وهذه الآية وإن وردت في الكفار تجر بذيلها على عصاة المؤمنين الذين يكتمون الحق وينصرون الباطل . قوله : ( بالياء والتاء ) فعلى التاء الخطاب للنبي أو لمن يصلح له الخطاب و { ٱلَّذِينَ } مفعول أول ، والمفعول الثاني محذوف دل عليه .