Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 18-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { شَهِدَ ٱللَّهُ } سبب نزولها أن حبرين من أحبار الشام قدما على رسول الله بالمدينة فقالا له نسألك عن شيء آخر إن أخبرتنا به آمنا بلك وصدقناك ، فقال سلا ، فقالا له أخبرنا عن أعظم شهاة في القرآن فنزلت فآمنا به ، ولكونها أعظم كان وقت نزولها حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فحين نزلت تساقطت تلك الأصنام ، وورد في فضلها أنه يوم القيامة يجاء بمن كان يحفظها فيقول الله تعالى لعبدي هذا عندي عهداً فأوفيه إياه أدخلوا عبدي الجنة فيدخلونه من غير سابقة عذاب ، ومن فضلها أنها تقلع عرق الشرك من القلب وتنفع من الوسواس ، ولذا اختارها العارفون في ختم صلاتهم فيقرؤونها عقب كل صلاة ، ثم أعلم أن معنى الشهادة الأقرار باللسان ، والإذعان بالقلب وذلك مستحيل على الله تعالى ، فالمراد بين وأظهر لخلقه بالدلائل القطعية أنه الخ ، ففي الكلام استعارة تبعية حيث شبه البيان بالشهادة ، واستعار اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من الشهادة شهد بمعنى بين ، والجامع الوثوق بكل ، لأن من أقر وأذعن حصل له وثوق ، كما أن من بين حصل للسامع وثوق بخبره ، وإلى ذلك أشار المفسر بقوله : ( بين لخلقه الخ ) . قوله : ( في الوجود ) أي الدنيوي والأخروي . قوله : { وَ } ( شهد بذلك ) { ٱلْمَلاَئِكَةُ } أشار بذلك إلى أن الملائكة معطوف على لفظ الجلالة فهو مرفوع ، وقدر الفعل دفعاً لاستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه وفيه خلاف ولا يتمشى التنزيل عليه ، فإن الشهادة في حق الملائكة معناها الإقرار ، وأما في حق الله فمعناها التبيين . قوله : { وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ } لم يقدر الفعل اكتفاء بما قدره في جانب الملائكة . قوله : ( بالاعتقاد ) أي في القلب ، وقوله : ( واللفظ ) أي باللسان وإنما اقتصر في جانب الملائكة على الإقرار دون أولي العلم ، لأن توحيد الملائكة جبلي لهم مخلوقون عليه كالنفس ، فلا يتوهم فيهم عدم الاعتقاد بخلاف الإنس فاختياري لهم لوجود المنافقين فيهم دون الملائكة . قوله : ( ونصبه على الحال ) أي إما من لفظ الجلالة أو من الضمير المنفصل بعد إلا ، والاحسن الثاني ليفيد أن الله شهد شهادتين : الأولى أنه لا إله إلا هو ، والثانية أنه قائم بالقسط ، فمتعلق الأولى تنزيه ذاته ، ومتعلق الثانية تنزيه صفاته . قوله : ( معنى الجملة ) أي جملة لا إله إلا هو ، وقوله : ( أي تفرد ) بيان لمعنى الجملة . قوله : { بِٱلْقِسْطِ } بيان لكرمه تعالى : فالمعنى أنه تعالى ثابت الألوهية ، وأن جميع الخلق مملوكون له يتصرف فيهم كيف يشاء ، فلو ادخل الطائعين جميعاً النار لا حجر عليه ، غير أنه لا يفعل ذلك بل هو قائم بالقسط ، قوله : ( تأكيداً ) أي وتوطئة لقوله : العزيز الحكيم . قوله : { ٱلْعَزِيزُ } ( في ملكه ) أي عديم المثال أو قاهر لخلقه ، وهو راجع لقوله إنه لا إله إلا هو . قوله : { ٱلْحَكِيمُ } ( في صنعه ) أي يصنع الشيء في محله وهو راجع لقوله قائماً بالقسط ، والعزيز الحكيم إما خبران لمبتدأ محذوف ، وإما بدلان من ضمير المنفصل ، أو نعتان له على جواز نعت ضمير الغيبة .