Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 19-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ } نزلت لما دعت اليهود أنه لا دين أفضل من دين اليهودية ، وادعت النصارى أن لا دين أفضل من دين النصرانية . قوله : ( هو ) { ٱلإِسْلاَمُ } قدر الضمير إشارة إلى أن الجملة معرفة الطرفين فتفيد الحصر . وقوله : ( المبعوث به الرسل ) أي جميعهم من آدم إلى محمد قال تعالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } [ الشورى : 13 ] فأصل الدين واحد ، وإنما الاختلاف في الفروع . قوله : ( بدل اشتمال ) أي فيكون من تمام آية شهد الله ، لأن وحدانية الله اشتمل عليها الإسلام ، وهذا إن أريد بالإسلام الشرع المنقول ، وأما إن أريد به التوحيد كان بدل كل من كل . قوله : { وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } جواب عن سؤال نشأ من قوله : { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ } كأنه قيل حيث كان الدين واحداً من آدم إلى الآن فما اختلاف أهل الكتاب . قوله : { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } استثناء من محذوف ، أي ما كان اختلافهم في حال من الأحوال إلا في حال مجيء العلم لهم ، فالمعنى لا عذر ولا شبهة لهم في ذلك الاختلاف ، لأن الله بين لهم الحق من الباطل ، وإنما كفرهم واختلافهم محض عناد ، قال تعالى : { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [ النمل : 14 ] . قوله : { وَمَن يَكْفُرْ } من اسم شرط جازم ويكفر فعل الشرط ، وقوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } دليل الجواب والجواب محذوف أي فيعذبه ، وهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قال له : لا تحزن على كفر من كفر فإن الله معذبه . قوله : { فَإنْ حَآجُّوكَ } أي اليهود والنصارى حيث أنكروا عموم رسالتك أو أصلها ، وجملة حاجوك فعل الشرط ، وجوابه فقل وما عطف عليه . قوله : { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } معطوف على ضمير { أَسْلَمْتُ } المتصل ، وقد وجد الفاصل وهو قوله : { وَجْهِيَ للَّهِ } إذا علمت ذلك ، فتقدير المفسر أنا ، توضيح وبيان للضمير المتصل لا ليفيد الفاصل فإنه قد حصل بقوله وجهي لله ، قال ابن مالك : @ وإن على ضمير رفع متصل عطف فافصل بالضمير المنفصل @@ أو فاصل ما وما هنا من قبيلة ، ومفعول اتبعن محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي ومن اتبعن أسلم وجهه . قوله : ( لشرفه ) أي لوجود الحواس الخمس فيه . قوله : { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } أي التوراة بالنسبة لليهود ، والإنجيل بالنسبة للنصارى ، وفيه وضع الموصول موضع الضمير لماقبلته بالأميين . قوله : ( مشركي العرب ) أي ومن عداهم ممن لا كتاب لهم . قوله : ( أي أسلموا ) أي فهو استفهام تقريعي ، والمقصود الأمر على حد ( فهل أنتم منتهون ) . قوله : { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } أي انتفعوا وحصل لهم الرضا والقبول وتم لهم السعد والوصول ، وبهذا اندفع ما يقال إن فعل الشرط محتد مع جوابه ، كأنه قال فإن أسلموا فقد أسلموا . قوله : { وَّإِن تَوَلَّوْاْ } اي داموا عليه وهو فعل الشرط ، وقوله : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } دليل الجواب ، والجواب محذوف تقديره فلا تحزن عليهم وأمرهم إلى الله . قوله : ( أي التبليغ للرسالة ) أي وقد بلغت فلا تأس عليهم . قوله : { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } أي عليم بهم ومطلع عليهم وناظر إليهم فلا يغيب عنه شيء من أفعالهم . قول : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) أي هذه الآية نزلت قبل الأمر به ، فإن رسول الله أمر بالأمساك والأعراض عنهم في نحو نيف وسبعين آية ثم أمر بتقالهم .