Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 45-48)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } قدر المفسر اذكر إشارة إلى أن إذ ظرف معمول لمحذوف ، وهذا شروع في ذكر قصة عيسى وما فيها من العجائب . قوله : ( أي جبريل ) أي فهو من باب تسمية الخاص باسم العام . قوله : { يُبَشِّرُكِ } البشارة هي الخبر السار وضدها النذارة وهي الخبر الضار . قوله : { بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } أي الله . قوله : ( أي ولد ) أي مولود وعبر عنه بالكلمة لأنه يقول كن من غير واسطة مادة ، واتفق أن نصرانياً قدم على الرشيد فوجد عنده الحسن بن علي الواقدي ، فقال النصراني للخليفة والعالم : إن في كلام الله آية تدل على أن عيسى جزء من الله ، فقال له : وما تلك الآية ؟ فقال النصراني : { إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } فمن للتبعيض ، فمقتضى ذلك أنه جزء منه ، فقال الشيخ : إذا كانت من للتبعيض هنا فكذلك هي في قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] إذ لا فرق بينهما ، فبهت النصراني واسلم ، واغدق الخليفة على الشيخ اغداقاً عظيماً وكان يوماً مشهوداً ، وإنما من للابتداء على حد إن الله خلق نور نبيك من نوره ، والمعنى خلقه بلا واسطة مادة . وأعلم أن تلك البشارة تضمنت خمسة عشر وصفاً . قوله : { ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } ظاهره أن هذه الأشياء كلها جعلت اسماً واحداً له ، مع أن المسيح لقبه وابن مريم كنيته ، وإنما الاسم عيسى فقط ، ويجاب بأنه لما كان لا يتميز إلا بهذه الأشياء كلها جعلت اسماً واحداً ، والمسيح فعيل إما بمعنى فاعل لأنه ما مسح على ذي عاهة إلا برئ ، أو لأنه كان يمسح الأرض في الزمن القليل لهداية الخلق ، أو مفعول لأنه ممسوح بالبركة أو ممسوح القدم بمعنى أنها لا أخمص لها ، وأما الدجال فيلقب بالمسيح إما لأنه يمسح الأرض في الزمن القليل لإضلال الناس ، أو لأنه ممسوح العين ، فهو من تسمية الأضداد ومن الأسماء المشتركة ، وعيسى من العيسى وهو البياض المشرب بحمرة لأن لونه كان كذلك ، قوله : ( إذ عادة الرجال ) أي والنساء . قوله : { وَجِيهاً } حال من المسيح . قوله : ( ذا جاه ) أي عز وسؤدد . قوله : ( بالنبوة ) أي والمعجزات الباهرة والحكمة التي لا تضاهى . قوله : ( والدرجات العلا ) أي من حيث إنه من أولي العزم . قوله : ( عند الله ) عندية مكانة لا مكان أي قرب ومنزلة . قوله : { فِي ٱلْمَهْدِ } أي زمنه والمهد فراش الصبي زمن طفوليته ، وورد أنه كان تكلم حين ولادته كما قص الله في سورة مريم . قوله : ( قبل وقت الكلام ) أي وانقطع إلى وقته المعتاد ، وكان يحدث أمه وهو في بطنها ، فإذا اشتغلت أمه بكلام إنسان اشتغل هو بالتسبيح . قوله : { وَكَهْلاً } أي بين الثلاثين والاربعين ، والمقصود بشارة أمه بطول عمره لا كون كلامه حينئذ خرق عادة . قوله : { وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } أي الكاملين في الصلاح وهم سادات الرسل ، فأل في الصالحين للكمال . قوله : ( بتزوج ولا غيره ) أي كالزنا وقد صرح به في سورة مريم بقوله : { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } [ مريم : 20 ] وهذا استفهام عن الحالة التي يأتي عليها ذلك الولد ، وإنما استفهمت عن ذلك لأنها جازمة أنها منذورة لخدمة بيت المقدس وإنها مقبولة ، وكانت عادتهم إن المنذور لا يتزوج ، فهذا هو حكمه استعظامها ذلك . قوله : { كَذَلِكَ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله : الأمر والكاف يحتمل زيادتها والأصل الأمر ذلك ويحتمل اصالتها ، وقد تقدم ذلك . قوله : { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } القضاء هو تعلق ارادة الله بالأشياء أزلاً . قوله : ( اراد خلقه ) أي تعلقت ارادته بخلقه تعلقاً تنجيزياً قديماً . قوله : ( أي فهو يكون ) اشار بذلك إلى أن جملة خبر لمحذوف . قوله : ( بالنون والياء ) أي قراءتان سبعيتان ، فعلى الياء الأمر ظاهر وعلى النون فهو التفات من الغيبة للخطاب . قوله : ( الخط ) ورد أنه كان حسن الحظ جداً ، وكان يعلمه للصغار في المكتب . قوله : { وَٱلْحِكْمَةَ } أي النبوة . قوله : { وَٱلتَّوْرَاةَ } إن قلت إنها كتاب موسى . أجيب بأنه كان يحفظها ويتعبد بها إلا ما نسخ منها في الإنجيل .