Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 20-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } شروع في ذكر جملة من الآيات الدالة على وحدانيته سبحانه وتعالى ، وذكر لفظ من آيات ست مرات تنتهي عند قوله : { إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [ الروم : 25 ] وابتدأها بذكر خلق الإنسان ، ثم بخلق العالم علوياً وسفلياً ، إشار إلى أن الإنسان هو المنتفع بها . والحكمة في ذكر تلك الآيات ليهتدي بها من أراد الله هدايته ، وتقوم الحجة على من لم يهتد . قوله : ( أي أصلكم آدم ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، ويصح أن يبقى الكلام على ظاهره ، لأن النطفة ناشئة من الغذاء ، وهو ناشئ من التراب . قوله : { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ } عبر بثم إشارة إلى تراخي أطواره ، لكونه أولاً نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى آخر أطواره ، وأتى بعدها بإذا الفجائية ، إشارة إلى أنه لم يفصل بين تلك الأطوار وبين البشرية فاصل ، وإن كان الكثير الإتيان بها بعد الفاء . قوله : { أَزْوَاجاً } أي زوجات . قوله : ( من ضلع آدم ) أي الأيسر القصير وهو نائم ، فلما استيقظ ورآها مال إليها ، فقالت له الملائكة : مه يا آدم حتى تؤدي مهرها ، فقال : وما مهرها ؟ فقيل له : أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم . قوله : ( وسائر النساء ) أي باقيهن . قوله : { مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } قيل المراد بالمودة الجماع ، والرحمة الولد ، وقل المودة المحبة ، والرحمة الشفقة ، فإذا تخلف هذا الأمر ، بأن لم توجد بينهما محبة ولا مودة ، فالمناسب المفارقة . قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فيما ذكر من خلقهم من تراب ، وخلق أزواجهم من أنفسهم ، وإلقاء المودة والرحمة بينهم . قوله : { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } أي يتأملون في تلك الأشياء ، ليحصل لهم الاعتبار وزيادة الإيمان ، سيما إذا تأمل في خلق الله إياه من نطفة ، ثم جعله بشراً سوياً ، ثم جعل له زوجة من جنسه ، ولم تكن جنية ولا بهيمية ، وأسكن بينهما المحبة والشفقة ، فإذا أراد جماعها زينها له ، وجعل بينهما اللذة ، فإذا نزلت النطفة منه ، جعلها راحة له ، وخلق منها بشراً سوياً ، وغير ذلك من أنواع التفكرات ، فإذا تأمل الانسان في ذلك ، كان سبباً في زيادة معارفه وأدبه مع ربه ، ولذا قال بعض العارفين : لذة الجماع ربما كانت من أبواب الوصول إلى الله تعالى ، ومنه ما روي : " حبب إلي من دنياكم ثلاث : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة " . قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي إنشاؤهما من العدم إلى الوجود . قوله : ( أي لغاتكم ) أي بأن خلق فيكم علماً ضرورياً ، تفهمون به لغاتكم ولغات بعضكم على اختلافها . قوله : { وَأَلْوَانِكُمْ } أي فجعلكم ألواناً مختلفة ، منكم الأبيض والأسود والمتوسط ، وغاير بين أشاكلكم ، وحتى إن التوأمين مع توافق موادهما وأسبابهما يختلفان في شيء من ذلك ، وإن كانا في غاية التشابه ، وإنما قرن هذا بخلق السماوات والأرض ، وإن كان من جملة خلق الإنسان ، إشارة إلى أنه آية مستقلة بدالة على وحدانية الصانع . قوله : ( بفتح اللام وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي ذوي العقول وأولي العلم ) أي وهم أهل المعرفة الذين لا تحجبهم المصنوعات عن صانعها ، بل يشهدون الصانع في المصنوعات ، قال العارف :