Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 23-29)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } قيل في الآية تقديم وتأخير ، والتقدير : ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار ، حذف حرف الجر لاتصاله بالليل ، والأحسن أن يبقى على حاله ، والنوم بالنهار من جملة النعم ، لا سيما أوقات القيلولة في البلاد الحارة . قوله : ( بإرادته ) أي فلا قدرة لأحد على اجتلابه . قوله : ( راحة لكم ) أي من آثار التعب الحاصل لكم . قوله : { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } غاير بين رؤوس الآي تفنناً ، فإن أهل العقل هم أهل الفكر والسمع . قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } الجار والمجرور خبر مقدم ، { يُرِيكُمُ } مؤول بمصدر مبتدأ مؤخر ، وحذفت أن من الفعل لدلالة ما قبله وما بعده عليه ، وهكذا يقال فيما تقدم وما يأتي . قوله : { أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } أي تثبت وتستقر . قوله : ( من غير عمد ) بفتحتين اسم جمع لعمود وقيل جمع له ، أو ضمتين جمع عمود كرسل ورسول . قوله : { مِّنَ ٱلأَرْضِ } متعلق بدعاكم . قوله : ( في الصور ) أي نفخة البعث فتخرج منه الأرواح إلى أجسادها ، لأن فيه طاقات بعدد الأرواح ، فتجتمع فيه ثم تخرج بالنفخة دفعة واحدة ، فلا تخطئ روح جسدها . قوله : { إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } عبر في ابتداء خلق الإنسان بثم حيث قال : ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ، وتركها هنا لأنه من ابتداء الخلق تحصل المهلة والتراخي ، لكونه على أطوار مختلفة ، بخلاف الإعادة فلا تدريج فيها ، بل يحصل دفعة واحدة . قوله : ( مطيعون ) أي لأفعاله طاعة انقياد لا طاعة عبادة ؛ وقيل المعنى قائمون للحساب ، وقيل مقرون بالعبودية إما باللسان أو الحال . قوله : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } الضمير عائد على الاعادة المفهومة من قوله : { يُعِيدُهُ } وذكر الضمير مراعاة للخبر . قوله : ( بالنظر إلى ما عند المخاطبين ) أي فهو مبني على ما يقتضيه عقولهم ، لأن من أعاد منهم شيئاً ، كان أهو عليه وأسهل من إنشائه ، وهو جواب عما يقال : إن أفعال الله كلها متساوية بالنسبة إلى قدرته تعالى ، وأجيب أيضاً : بأن اسم التفضيل ليس على بابه ، فأهون بمعنى هين . قوله : ( أي الصفة العليا ) أشار بذلك إلى أن المثل بمعنى الصفة ، والأعلى بمعنى العليا . أي المرتفعة المنزهة عن كل نقص . قوله : ( وهي أنه لا إله إلا الله ) أي فالمراد بها الوصف بالوحدانية ولوازمها من كل كمال ، والتنزيه عن كل نقص . قوله : { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً } أي صفة وشكلاً تقيسون عليه . قوله : ( كانئاً ) { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } أشار بذلك إلى أن { مِّنْ } ابتدائية متعلقة بمحذوف صفة لمثلاً . قوله : { هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ } الخ ، { هَلْ } حرف استفهام ، و { لَّكُمْ } خبر مقدم ، و { شُرَكَآءَ } مبتدأ مؤخر ، و { مِّن } زائدة ، و { مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } حال من { شُرَكَآءَ } لكونه نعت نكرة قدم عليها ، و { مِّن } تبعيضية فتحصل أن { مِّن } الأولى ابتدائية ، والثانية تبعيضية ، والثالثة زائدة . قوله : { فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي ملكناكم ، وأشار بذلك إلى أن الرزق حقيقة لله تعالى ، وإيضاح هذا المثل أن يقال : إذا لم يصح أن تكون مماليككم شركاء فيما بأيديكم من رزق الله ، فلا يصح بالأولى جعل بعض مماليك الله شركاء فيما هو له حقيقة . قوله : { فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ } أي مستوون معهم في التصرف على حكم عادة الشركاء . قوله : { تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } من جملة المنفي ، فهو مرتب عليه ، فالمراد نفي الثلاثة الشركة والاستواء مع العبيد وخوفهم كخوف أنفسكم ، والمعنى أنتم تنفون عنهم تلك الأوصاف الثلاثة ، من أجل كونهم مماليك لكم ، فكيف تثبتون تلك الأوصاف لبعض مماليك الله ؟ قوله : ( بمعنى النفي ) أي فهو استفهام إنكاري . قوله : { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي فهذا المثل إنما ينفع العاقل الذي يتدبر الأمور . قوله : { بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } الخ ، إضراب عما ذكر أولاً ، إشارة إلى أنهم لا حجة لهم في الإشراك ، ولا دليل لهم سوى اتباع هواهم . قوله : ( هادي له ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي .