Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 30-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } شروع في تسليته صلى الله عليه وسلم ، والمراد بإقامة الوجه ، بذل الهمة ظاهراً وباطناً في الدين . قوله : ( أنت ومن اتبعك ) أشار بذلك إلى أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد هو وأمته . قوله : { فِطْرَتَ ٱللَّهِ } منصوب بفعل محذوف قدره المفسر بقوله : ( الزموها ) وهي ترسم بالتاء المجرورة ، وليس في القرآن غيرها ، وقوله : ( وهي دينه ) أي دين الإسلام ، وعلى هذا فالخلق جميعاً مجبولون على توحيد يوم ألست بربكم ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه وينصرانه " وهذا غير ما سبق في علم الله ، وأما هو فعلم أن قوماً يكفرون وقوماً يؤمنون ، فمن سبق في علم الله إيمانه ، فقد استمر على فطرته الأصلية ، ومن سبق في علم الله كفره ، فقد رجع عن فطرته ، وإن كان سبق منه التوحيد ، وحينئذ يكون معنى الآية ، الزم أنت ومن اتبعك الفطرة التي فطرك ربك عليها وهي التوحيد ، وهذا أحد أقوال ثلاثة في معنى الفطرة ، وقيل المراد بها : الخلقة الأصلية التي ابتدأهم الله عليها من سعادة وشقاوة ، وإلى ما يصيرون اليه عند البلوغ ، فمن ابتدأ الله خلقه للضلالة صيره إلى الضلالة وإن عمل بأعمال الهدى ، ومن ابتدأ الله خلقه للهدى صيره إلى الهدى وإن عمل بأعمال أهل الضلالة ، وقيل إنها الخلقة والطبيعة التي في نفس الطفل يكون بها مهيأ لمعرفة ربه ، ليس بين قلوبهم ومعرفة ربهم حجاب ، كما خلق أسماعهم وأبصارهم قابلة للمسموعات والمبصرات ، فما دامت باقية على تلك الهيئة أدركت الحق ودين الإسلام ، ولا يحجبها عنه إلا وساوس الشياطين بعد البلوغ ، ولذا كان كل من مات من بني آدم قبل بلوغه في الجنة ، وإن كان من أولاد المشركين ، وهذا القول قريب من معنى القول الأول . قوله : ( أي لا تبدلوه ) أشار بذلك إلى أن قوله : { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } خبر ، والمراد منه الأمر . قوله : ( توحيد الله ) تفسير لقوله : { ذَلِكَ } . قوله : { يَعْلَمُونَ } ( توحيد الله ) أي بل جهلوا ذلك ، فعبدوا غير الله . قوله : ( حال من فاعل أقم ) أي وما بينهما اعتراض . قوله : ( وما أريد به ) أي بالخطاب فإنه أريد به محمد ومن تبعه . قوله : ( أي أقيموا ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَٱتَّقُوهُ } عطف على محذوف مأخوذ من الحال قبله . قوله : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي فأهل السعادة فرحون بسعادتهم ، وأهل الشقاوة فرحون بما زينه لهم الشيطان لظنهم أنهم على حق . قوله : ( وفي قراءة فارقوا ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ } { إِذَا } شرطية وجوابها قوله : { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } ، وقوله : ( أي كفار مكة ) خص ذلك بهم لأنه سبب النزول ، وإلا فالعبرة بعموم اللفظ . قوله : { إِذَا فَرِيقٌ } { إِذَا } فجائية قائمة مقام الفاء ، فهي رابطة للشرط . قوله : ( أريد به التهديد ) أي فاللام لام الأمر للتوبيخ والتقرير ، على حد { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [ فصلت : 40 ] . قوله : ( عاقبة تمتعكم ) قدره إشارة إلى أن مفعول { تَعْلَمُونَ } محذوف . قوله : ( فيه التفات عن الغيبة ) أي إلى الخطاب لأجل المبالغة في زجرهم .