Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-46)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي القفار ) بكسر القاف جميع قفر وهي الأرض التي لا ماء بها ولا نبات ، وأما القفار بفتح القاف فهو الخبز الذي لا آدم معه . قوله : ( بقحط المطر ) أي منعه من النزول . قوله : ( أي البلاد التي على الأنهار ) وقيل إن قلة المطر ، كما تؤثر في البر تؤثر في البحر ، فتخلوا أجواف الأصداف وتعمدوا دوابه ، فإذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر ، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ ، وتكثر دواب البحر . قوله : { بِمَا كَسَبَتْ } الباء سببية وما مصدرية أي بسبب كسبهم . قوله : ( من العاصي ) أي ومبدؤها قتل قابيل هابيل ، لأن الأرض كانت قبل ذلك نضرة مثمرة ، لا يأتي ابن آدم شجرة إلى وجد عليها الثمر ، وكان البحر عذباً ، وكان الأسد لا يصول على الغنم ونحوها ، فلما قتله اقشعرت الأرض ، ونبت الشوك في الأشجار ، وصار ماء البحر ملحاً ، وتسلطت الحيوانات بعضها على بعض . قوله : { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } اللام للعاقبة والصيرورة متعلق بقوله : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ } الخ ، وهذا فيمن أظهر الفساد وتكبر وتجبر وكفر ، وإلا فالمصائب للصالحين رفع درجات ، ولعصاة المؤمنين تكفير سيئات . قوله : ( أي عقوبته ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ } أي وهي الدمار والهلاك إن لم يتوبوا ، وكذلك يحل بكفار مكة إن لم يتوبوا ، قال تعالى : { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ يونس : 13 ] . قوله : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد هو وأمته ، والمعنى ابذل همتك في دين الإسلام واشتغل به ولا تحزن عليهم . قوله : { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ } أي وأما بعد مجيئه فلا ينفع العامل عمله ، بل كل إنسان يلقى جزاء ما عمله قبل ذلك ، قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } [ عبس : 38 - 41 ] . قوله : { مِنَ ٱللَّهِ } متعلق بيأتي . قوله : { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } التنوين عوض عن جملة أي يوم إذ يأتي هذا اليوم . قوله : ( فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد ) أي فأصله يتصدعون ، أبدلت التاء صاداً وأدغمت في الصاد . قوله : ( يتفرقون بعد الحساب ) أي عند سماع قوله تعالى : { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } [ يس : 59 ] . قوله : ( وبال كفره ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : ( يوطئون منازلهم ) أي فالأعمال الصالحة في الدنيا بها تهيؤ المنازل في الجنة . قوله : ( متعلق بيصدعون ) أي والتقدير يتفرقون ليجزي الذين آمنوا من فضله ، والذين كفروا بعدله . قوله : { ٱلرِّيَاحَ } أي الشمال والصبا والجنوب ، فإنها رياح الرحمة ، وأما الدبور فهي ريح العذاب ، يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً " . قوله : { وَلِيُذِيقَكُمْ } عطف على { مُبَشِّرَاتٍ } كأنه قال : لتبشركم وليذيقكم . قوله : { مِّن رَّحْمَتِهِ } { مِّن } تبعيضية أي بعض رحمته . قوله : ( يا أهل مكة ) خصهم لأنهم سبب نزول الآية ، وأما فالعبرة بعموم اللفظ .