Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 15-17)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا } أي أمورها التي لا تتعلق بالدين . قوله : ( أي بالمعروف ) أشار بذلك إلى أنه منصوب بنزع الخافض . قوله : { وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } قيل إن الخطاب للمكلفين عموماً ، ويراد بمن أناب النبي وأصحابه ومن على قدمهم ، وقيل الخطاب لسعد بن أبي وقاص ، والمراد بمن أناب أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وذلك أنه حين أسلم ، أتاه عثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فقالوا له : قد صدقت هذا الرجل وآمنت به ؟ قال : نعم هو صادق فآمنوا ، ثم جاء بهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلموا ، فهؤلاء سابقون للإسلام بإرشاد أبي بكر رضي الله عنه . قوله : ( فأجازيكم عليه ) أي على العمل الحسن والسيء . قوله : ( وجملة الوصية ) أي وهي قوله : { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ } إلخ . وقوله : ( وما بعدها ) أي وهو قوله : ( وإن جاهداك ) إلخ ، وقوله : ( اعتراض ) أي بين كلامي لقمان . قوله : { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } إلخ ، رجوع لذكر وصايا لقمان لولده ، وسبب تلك المقالة أنه قال له ولده : يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد ، كيف يعلمها الله ؟ فقال له تلك المقالة وهذا السؤال ، ليس عن اعتقاد لمضمونه ، إذ هو مسلم لا يعتقد أن الله تخفى عليه خافية ، وإنما مقصوده الانتقال من العلم بالدليل إلى المعرفة والمشاهدة ، ولذا مات من استيلاء الهيبة على قلبه . قوله : { مِّنْ خَرْدَلٍ } هو حب الكبر وهو أصغر حب ، والمراد أصغر شيء ، بدليل ضرب المثل بالذرة في الآية . قوله : { فِي صَخْرَةٍ } قيل المراد بها التي تحت الأرضين السبع ، وهي التي يكتب فيها أعمال الفجار ، وخضرة السماء منها لما قيل : خلق الأرض على حوت ، والحوت في الماء على ظهر صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، وقيل على ظهر ثور وهو على الصخرة ، وهي التي ذكرها لقمان ، فليست في السماء ولا في الأرض . قوله : ( أي في أخفى مكان من ذلك ) أي من الصخرة والسماوات والأرض ، فأخفى الصخرة باطنها ، وأخفى السماوات أعلاها ، وأخفى الأرض أسفلها . قوله : { يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } جواب الشرط . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } أي عالم بخفيات الأمور . قوله : { خَبِيرٌ } أي عالم ببواطن الأشياء كظواهرها ، قيل إن هذه الكلمة آخر كلمة تكلم بها لقمان ، فانشقت مرارة ابنه من هيبتها وعظمتها ، فمات مسلماً شهيداً رضي الله عنه . قوله : { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أي بشروطها وأركانها وآدابها ، لكونها عماد الدين ومناجاة الله تعالى . { وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ } قوله : أي بكل ما عرف شرعاً ، لأن الدال على الخير كفاعله . قوله : { وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } أي باليد أو اللسان أو القلب على حسب الطاقة ، فإن لم يفد ، فالهجر أولى بالمعروف . قوله : ( بسبب الأمر والنهي ) المناسب حمله على العموم ، فالصبر على المصائب ، سواء كانت من الخلق أو الخالق أمره عظيم ، لأن الكل في الحقيقة من الله ، والمراد بالصبر التسليم لأحكام الله والرجوع إليه ، قال تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [ البقرة : 155 - 156 ] . قوله : ( التي يعزم عليها لوجوبها ) أي تحتمها على المكلفين ، فلا ترخيص في تركها .