Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 18-19)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } الصعر بفتحتين في الأصل ، داء يصيب البعير يلوي عنقه ، ثم استعمل في ميل العنق وانقلاب الوجه إلى أحد الشدقين ، لأجل الفخر على الناس ، والمراد لا تتكبر فتحتقر الناس ، ولا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك . قوله : ( وفي قراءة تصاعر ) أي وهما سبعيتان ومعناهما واحد . قوله : ( أي خيلاء ) أي عجباً وتكبراً ، قال تعالى : { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } [ الإسراء : 37 ] . قوله : { فَخُورٍ } ( على الناس ) أي لظنه أن نعمة الله أصبغت عليه لاستحقاقه إياها ، فتكبر بها على الناس . قوله : { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } لما أمره أولاً بحسن الباطن ، أمره ثانياً بحسن الظاهر ، ليجمع له في وصيته بين كمال الظاهر والباطن . قوله : ( بين الدبيب ) أي وهو ضعيف المشي جداً ، قال الشاعر : @ زعمتني شيخاً ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبا @@ قوله : ( والإسراع ) أي وهي قوة المشي وهي مذمومة لما ورد : سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن . إن قلت : ورد في الحديث : كنا نجهد أنفسنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقتضي أنه كان يسرع في مشيه . أجيب بأنه صلى الله عليه وسلم في نفسه مشية متوسطة ، وبالنسبة للصحابة هو أعلى مشياً منهم ، لما في الحديث المقتدم : وهو غير مكترث كأن الأرض تطوى له . قوله : { مِن صَوْتِكَ } يحتمل أن { مِن } تبعيضية ، أو الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمحذوف ، أي شيئاً من صوتك . قوله : { لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } أي هذا الجنس لما فيه من العلو المفرط من غير حاجة ، فإن كل حيوان يصيح من ثقل أو تعب أو غير ذلك ، والحمار يصيح لغير سبب ، وصياح كل شيء تسبيح لله تعالى ، إلا الحمار . إن قلت : إن دق النحاس بالحديد أشد صوتاً من الحمير . أجيب : بأن الصوت الشديد لحاجة يتحمله العقلاء ، بخلاف الصوت الخالي عن الثمرة والفائدة ، وهو صوت الحمار . قوله : ( أوله زفير ) أي صوت قوي ، وقوله : ( وآخره شهيق ) أي صوت ضعيف ، وهما صفة أهل النار .