Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 25-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } الجملة جواب القسم ، وحذف جواب الشرط للقاعدة ، ولفظ الجلالة مرفوع ، إما على أنه فاعل بفعل محذوف تقديره خلقهن الله ، بدليل آية { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } [ الزخرف : 9 ] ، أو خبر لمحذوف تقديره الخالق لهن . قوله : ( وواو الضمير ) أي لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد ، وبقيت الضمة دليلاً عليها . قوله : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ( وجوب عليهم ) أي بل يعتقدون أن الإشراك يقرب إلى الله ، مع كونهم ينسبون الخلق لله وحده . قوله : { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } هذا نتيجة ما قبله ، أي فحيث ثبت أنه الخالق لها ، تحقق أنه المالك لها . ( المحمود في صنعه ) أي المتصف بالكمالات أزلاً وأبداً ، لا يستحق الحمد غيره . قوله : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ } { أَنَّ } حرف توكيد ونصب و { مَا } اسم موصول في محل نصب اسمها ، وجمل الجار والمجرور مع متعلق صلة الموصول ، و { مِن شَجَرَةٍ } بيان لما ، وتوحيد شجرة إشارة إلى استغراق الأفراد كأنه قال : لو أن كل شجرة تجعل أقلاماً إلخ ، وقوله : { أَقْلاَمٌ } خبر { أَنَّ } . قوله : { وَٱلْبَحْرُ } أي المحيط ، لأن الحقيقة إذا أطلقت تنصرف للفرد الكامل . قوله : ( عطف على اسم أن ) أشار بذلك إلى توجيه قراءة النصب ، وترك توجيه قراءة الرفع ، وتوجيهها أن يقال : إما عطف على جملة { أَنَّ } واسمها وخبرها ، لأن موضعها رفع على الفاعلية لفعل محذوف ، والتقدير لو ثبت أن ما في الأرض إلخ ، أو مبتدأ خبره { يَمُدُّهُ } والجملة حالية . قوله : ( مداد ) خبر لمحذوف تقديره والجميع مداد ، وهو جملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره ما تجعل تلك الأبحر ؟ فأجاب بقوله : ( مداد ) يدل على ذلك قوله في الآية الأخرى : { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي } [ الكهف : 109 ] إلخ . قوله : { كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } أي مدلولات كلامه النفسي القديم القائم بذاته تعالى ، بدليل قوله المعبر بها ، فإن مدلول الكلام القديم ، هو ما أحاط به العلم القديم ، وأما الكلام المنزل للقراءة والتعبد به كالكتب السماوية ، فهو دال على بعض مدلول الكلام القديم ، فلذلك كان به مبدأ وغاية . قوله : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } سبب نزولها : أن أبي بن خلف وجماعة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أن الله خلقنا أطواراً ، نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم تقول : إنا نبعث خلقاً جديداً جميعاً في ساعة واحدة فنزلت ، والمعنى أن الله لا يصعب عليه شيء ، بل خلق العالم وبعثه برمته ، كخلق نفس واحدة وبعثها . قوله : ( خلقاً وبعثاً ) لف ونشر مرتب . قوله : ( يا مخاطباً ) نصبه لكونه قصد أنه نكرة غير مقصودة . قوله : ( بما نقص ) أي بالجزاء الذي نقص من الأجر ، وهو أربع ساعات دائرة بين الليل والنهار ، زائدة على الاثني عشر ، فتارة يزيدها الليل ، وتارة يزيدها النهار .