Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 16-19)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ } أسند التجافي للجنوب ، لأن الواعظ الذي يكون سبباً في القيام للصلاة ونحوها من جهة الجنوب وهو القلب ، فالإنسان إذا كان مشغولاً بربه ، سلط عليه واعظ في قلبه يقلقه ، فيكون قليل النوم والهجوع ، قال تعالى : { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } [ الذاريات : 17 ] فإذا اضطجع قصد بذلك التقوى على القيام والخدمة ، وبالجملة فتكون جميع أفعاله دائرة بين الواجب والمندوب . قوله : ( لصلاتهم بالليل ) أي لما فيها من نور القلب ورضا الرب ، لما في الحديث : " ما زال جبريل يوصيني بقيام الليل ، حتى علمت أن خيار أمتي لا ينامون " قوله : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ } أي لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، فضلاً عن غيرهم . والمعنى لا تعلم ذلك تفصيلاً ، وإلا فنحن نعلمه إجمالاً ، كالأشجار والأنهار والغرف والحور والولدان وغير ذلك ، لأن عطاء الجنة لا تحيط به العقول ، ففي الحديث : " لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها " قوله : { مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } أي سرورها وفرحها ، فلا يلتفتون لغيره . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( مضارع ) أي والفاعل مستتر تقديره أنا ، ففي الحديث : " أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " قوله : { جَزَآءً } مفعول مطلق أو مفعول لأجله . قوله : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً } إلخ ، سبب نزولها ، أنه كان بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط تنازع ، فقال الوليد بن عقبة لعلي : اسكت فإنك صبي ، وأنا والله أبسط منك لساناً ، وأشجع منك جناناً ، وأملأ منك حشواً في الكتيبة ، فقال علي : اسكت فإنك فاسق . وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } [ القلم : 35 ] { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [ الجاثية : 21 ] . قوله : { كَمَن كَانَ فَاسِقاً } أي كافراً . قوله : { لاَّ يَسْتَوُونَ } أي في المآل ، وقد راعى المعنى فجمع ، لأن المراد الفريق في كل ، وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتمد الوقف على قوله : { فَاسِقاً } ويبتدئ بقوله : { لاَّ يَسْتَوُونَ } . قوله : { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } تفصيل لما أجمل أولاً . قوله : { نُزُلاً } أي مهيأة ومعدة لإكرامهم ، كما تهيأ التحف للضيف النازل بالكرام . قوله : { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بسبب كونهم يعملون الصالحات .