Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 3-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أم : منقطعة تفسير ببل ، والهمزة عند البصريين ، والمفسر قدرها ببل فقط ، وهو غير مناسب بدليل قوله : ( لا ) فإنه إشارة إلى أن الاستفهام إنكاري ، مع أنه لم يذكر الهمزة ، ولعلها سقطت من قلم ناسخ المبيضة . قوله : { بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ } إضراب انتقالي من نفي الافتراء عنه إلى إثبات حقيقته ، ويصح أن يكون ابطالياً لقوله ، كأنه قيل ليس هو كما قالوا ، بل هو الحق ، وقولهم كل ما في القرآن من الإضراب انتقالي يحمل على غير هذا ، والمعنى أن القرآن محصور في الحق ، لا يخرج عنه لغيره ، واستفيد الحصر من الجملة المعرفة الطرفين . قوله : { لِتُنذِرَ قَوْماً } هو فعل بنصب مفعولين ، الأول قوماً ، والثاني محذوف قدره المفسر بقوله : ( به ) وقدره غير العقاب . قوله : { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } جعل المفسر الجملة منفية صفة لقوماً ، واختلف في القوم فقيل : المراد بهم العرب ، لأنهم أمة لم يأتهم نذير قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، وتكون هذه الآية بمعنى قوله تعالى : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } [ يس : 6 ] وقيل المراد بهم أهل الفترة ، الذين كانوا قبل عيسى ومحمد عليهما السلام ، فيشمل بني آدم برمتهم . قوله : { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } الترجي بالنسبة له صلى الله عليه وسلم ، والمعنى لتنذر قوماً راجياً لإهدائهم لا آيساً منه . قوله : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } مبتدأ وخبر ، وهو شروع في ذكر أدلة توحيده سبحانه وتعالى . ( أولها الأحد وآخرها الجمعة ) أي على سبيل التوزيع ، فخلق الأرض أولاً في الأحد والاثنين وخلق ما فيهما في الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السماوات في الخميس والجمعة ، وفي ذلك إشكال ، وهو أن الأيام لم تكن معروفة إذ ذاك ، فضلاً عن تسميتها ، لعدم وجود الشمس والأفلاك التي تعرف بها الأيام . وأجيب : بأن المراد في مقدار ستة أيام ، كائنة في علمه تعالى ، بحيث تكون عند ظهورها لنا ، أولها الأحد ، وآخرها الجمعة ، ومقتضى هذا ، أنها كأيام الدنيا وبه قال الحسن ، وقال ابن عباس والضحاك : اليوم منها مقداره ألف سنة . قوله : ( سرير الملك ) أي ومنه قال نكروا لها عرشها ، والمراد به هنا الجسم النوراني المحيط بالعالم كله . قوله : ( استواء يليق به ) هذه إشارة لطريق السلف الذين يؤمنون بالمتشابه ، ويفوضون علمه لله تعالى ، وهو أسلم ، ولذا سلكه المفسر ، وطريقة الخلف يؤولون الاستواء بالاستيلاء والقهر ، إذ هو أحد معنى الاستواء ، ومنه قول الشاعر : @ قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق @@ وتقدم الكلام في هذا غير مرة . قوله : { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } هذا نتيجة ما قبله ، أي فحيث ثبت أنه الخالق للسماوات والأرض وما بينهما ، وهو المالك للعرش وما حوى ، فلا ولي ولا شفيع غيره . قوله : ( يا كفار مكة ) خصهم لأنهم سبب نزول الآية ، وإلا فالعبرة بعموم اللفظ . قوله : ( اسم ما ) أشار بذلك إلى أن { مَا } حجازية ، و { وَلِيٍّ } اسمها مؤخر ، و { مِّن دُونِهِ } خبرها مقدم ، وفيه أن شرط أعمالها الترتيب وهو مفقود هنا ، إلا أن يقال : إنه مشى على قول ضعيف للنحويين من عدم اشتراطه في عملها ، والأحسن جعلها تميمية ، و { مِّن دُونِهِ } خبر مقدم ، و { وَلِيٍّ } مبتدأ مؤخر ، لأن القرآن لا ينبغي حمله على ضعيف . قوله : { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير أغفلتم فلا تتذكرون .