Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-6)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي الشأن ، والحال والمعنى يتصرف على طبق علمه وإرادته ، وهو القضاء والقدر المشار إليهما بقول الأجهوري : @ إرادة الله مع التعلق في أزل قضاؤه فحقق والقدر الإيجاد للأشياء على وجه معين أراده علا @@ وبعضهم قد قال معنى الأول : @ العلم مع تعلق في الأزل والقدر الإيجاد للأمور على وفاق علمه المذكور @@ وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [ الرحمن : 29 ] فالتصرف الذي يظهر في الخلق ، من حيث وجوده على طبق العلم والإرادة قدر ، ومن حيث تعلق علم الله وإرادته به قضاء ، فكل شيء بقضاء وقدر . قوله : { مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ } قال ابن عباس : معناه ينزل القضاء والقدر ، وقيل ينزل الوحي مع جبريل ، وروي أنه يدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل صلوات الله عليهم أجمعين ، فأما جبريل فموكل بالأرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء ، وأما ملك الموت فموكل يقبض الأرواح ، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم ، وقد قيل : إن العرض موضع التدبير ، كما أن ما دون العرش موضع التفصيل قال تعالى : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } [ الرعد : 2 ] وما دون السماوات موضع التصريف . قوله : ( مدة الدنيا ) أي وهي كما ورد سبعة آلاف سنة ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الألف السادس ، ومدة أمته تزيد على الألف سنة ، ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة ، كما ذكره السيوطي في الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف ، وهذا أحد أقوال تقدمت . قوله : ( يرجع الأمر والتدبير ) { إِلَيْهِ } أي ينتقل التصريف الظاهري من أيدي العبيد يوم القيامة ، ويكون لله وحده ظاهراً وباطناً ، قال تعالى : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [ غافر : 16 ] . قوله : ( لشدة أهواله ) إلخ ، هذا إشارة لوجه الجمع بين الآيتين ، أي فالمراد من ذكر الألف وذكر الخمسين ، التنبيه على طوله والتخفيف منه ، لا العدد المذكور بخصوصه ، وجمع أيضاً بأن موقف القيامة خمسون موقفاً ، كل موقف ألف فهذه الآية بينت أحد المواقف ، وآية سأل بينت المواقف كلها ، وهذا هو الأقرب ، وجمع أيضاً بأن العذاب مختلف ، فيعذب الكافر بجنس من العذاب ألف سنة ، ثم ينتقل إلى جنس آخر مدته خمسون ألف سنة . قوله : ( من صلاة مكتوبة ) صادق بصلاة الصبح ، فهو في حق المؤمنين قصير جداً . قوله : { ذٰلِكَ } مبتدأ ، و { عَالِمُ } خبر أول ، و { ٱلْعَزِيزُ } خبر ثان ، و { ٱلرَّحِيمُ } خبر ثالث ، و { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } خبر رابع ، وهذه قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً برفع { عَالِمُ } وخفض { ٱلْعَزِيزُ } على أنهما بدلان من الهاء في إليه ، وقرئ أيضاً بجر { عَالِمُ } وما بعده ، وخرجت على جعل اسم الإشارة فاعلاً ليعرج ، و { عَالِمُ } وما بعده بدل من الضمير في إليه .