Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 14-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ } إلخ ، روي أن سليمان كان يتجرد للعبادة في بيت المقدس السنة والسنتين ، والشهر والشهرين ، فيدخل فيه ومعه طعامه وشرابه ، فلما أعمله الله بوقت موته قال : اللهم أخف على الجن موتي ، حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب ، وكانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون في الغيب أشياء ، وأنهم يعلمون ما في غد ، ثم لبس كفنه وتحنط ودخل المحراب وقام يصلي ، واتكأ على عصاه على كرسيه فمات ، فكان الجن ينظرون إليه ويحسبون أنه حي ، ولا ينكرون احتباسه على الخروج إلى الناس ، لتكرره منه قبل ذلك ، فالحكمة في إخفاء موته ، ظهور أن الجن لا يعلمون الغيب ، لا تتميم بناء بيت المقدس كما قيل ، فإن الصحيح أنه تم قبل موته بالزمن الطويل . قوله : ( حتى أكلت الأرضة عصاه ) فلما أكلتها أحبها الجن وشكروا لها ، فهم يأتونها بالماء والطين في خروق الخشب وقالوا : لو كنت تأكلين الطعام والشراب لأتيناك بهما . قوله : ( مصدر أرضت الخشبة ) أي أكلت ، فمعنى دابة الأرض دابة الأكل ، وهذا أحد وجهين ، والوجه الآخر أن المراد بالأرض المعروفة ، ونسبت لها لخروجها منها . قوله : ( بالهمز ) أي الساكن أو المفتوح ، فتكون القراءات ثلاثاً سبعيات . قوله : ( الشاق لهم ) اللام بمعنى على ، وفي نسخة له أي لسليمان . قوله : ( لظنهم حياته ) علة لقوله : { مَا لَبِثُواْ } . قوله : ( وعلم كونه ) إلخ ، إما بالبناء للمفعول ، أو مصدر مبتدأ خبره قوله : ( بحساب ) إلخ ، فتحصل أن الجن أرادوا أن يعرفوا وقت موته ، فوضعوا الأرضة على العصا ، فأكلت في يوم وليلة مقداراً ؛ فحسبوا على ذلك ، فوجدوه قد مات منذ سنة .