Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 18-19)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ } عطف على ما تقدم ، عطف قصة على قصة . قوله : { قُرًى ظَاهِرَةً } قيل : كانت قراهم أربعة آلاف وسبعمائة قرية ، متصلة من سبأ إلى الشام . قوله : { وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ } أي جعلنا السير بين قراهم ، وبين القرى المباركة ، سيراً مقدراً ، من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية . قوله : ( ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء ) أي فكانوا يسيرون غير جائعين ولا ظامئين ولا خائفين ، مسيرة أربعة أشهر في أماكن لا يحرك بعضهم بعضاً ، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لا يحركه . قوله : { فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } أي لما بطروا وطغوا وكرهوا الراحة ، تمنوا طول السفر والتعب في المعايش ، نظير قول بني إسرائيل { فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ } [ البقرة : 61 ] الآية ، وكتمني أهل مكة العذاب بقولهم : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأنفال : 32 ] الآية . قوله : ( مفاوز ) جمع مفازة وهو الموضع المهلك ، مأخوذ من فوز بالتشديد إذا مات ، وقيل : من فاز إذا نجا وسلم ، سمي بذلك تفاؤلاً بالسلامة . قوله : { أَحَادِيثَ } أي يتحدث بأخبارهم . قوله : ( فرقناهم في البلاد ) أي لضيق عيشهم وخراب أماكنهم ، وهي سنة باقية في كل من بطر النعمة وظلم ، فقد أفادنا الله في تلك الآيات ، أنه أصابهم بنعمتين ، وابتلاهم بنقمتين . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان .