Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 20-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ظَنَّهُ } أي وسبب ظنه ، إما رؤيته إنهاكهم في الشهوات ، أو قول الملائكة { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [ البقرة : 30 ] أو وسوسته لآدم في الجنة فأخرج منها ، فظن ضعف أولاده بالنسبة له ، وإن كان لم تؤثر وسوسته لآدم . قوله : ( فصدق بالتخفيف في ظنه ) أشار بذلك إلى أن قوله : ( ظنه ) على قراءة التخفيف منصوب على نزع الخافض ، والمعنى صار فيما ظنه أولاً من إغوائهم على يقين ، وقوله : ( أو صدق ) بالتشديد إلخ . أي فظنه مفعول لصدق ، والمعنى حقق ظنه ووجده صادقاً . قوله : ( بمعنى لكن ) أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، وحمله على ذلك تفسيره الضمير بالكفار ، ويصح أن يكون متصلاً ، لأن بعض المؤمنين يذنب ويتبع إبليس في بعض المعاصي ، ويكون قوله : { إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المراد بهم من لم يتبعه أصلاً ، والأقرب الأول ، لأن المعصومين استثناهم من حين طرده بقوله : { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ الحجر : 39 - 40 ] . قوله : ( تسليطاً منا ) أي فالشيطان سبب في الإغواء ، لا خالق في الإغواء ، فمن أراد الله حفظه ، منع الشيطان عنه ، ومن أراد الله إغوائه ، سلط عليه الشيطان ، والكل فعل الله تعالى . قوله : ( علم ظهور ) أي فالمعنى ليظهر متعلق علمنا ، فاللام للعاقبة لا للتعليل ، ومعنى الآية : ما كان له عليهم إيجاد اضلال ، بل خالق الهدى والضلال هو نحن ، وإنما سبقت حكمتنا بتسليكه ، ليتميز بين عبادنا ، من خلقنا فيه الكفر ، ومن خلقنا فيه الإيمان ، فاتباعه وعدمه ، علامة على ما تعلق به علمه تعالى فتدبر . قوله : ( رقيب ) أي فهو تعالى قادر على منع إبليس منهم ، عالم بما سيقع . قوله : { قُلِ ٱدْعُواْ } بكسر اللام على أصل التخلص ، وبالضم اتباعاً ، قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي زعمتموهم آلهة ) أي فالمفعولان محذوفان ، الأول لطول بصلته ، والثاني لقيام صفته - أعني قوله من دون الله - مقامه . قوله : ( لينفعوكم ) متعلق بادعوا ، أي ادعوهم ليكشفوا عنكم الضر الذي نزل بكم في سني الجوع ، ويجلبوا لكم سعة العيش . قوله : { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } أي لا يملكون أمراً من الأمور في العالم ، وذكر السماوات والأرض للتعميم عرفاً . قوله : ( معين ) أي على خلق شيء . بل الله تعالى المنفرد بالإيجاد والإعدام .