Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 28-31)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ كَآفَّةً } الحصر إضافي ، جيء به للرد على المشركين الذين يعتقدون أن رسالته غير عامة لجميع بني آدم . قوله : ( حال من الناس ) تبع فيه ابن عطية ، واعترضه الزمخشري بأن تقدم الحال على صاحبها المجرور خطأ ، بمنزلة تقدم المجرور على الجار ، ورد بأن الصحيح جواز تقديم الحال على صاحبها المجرور وما يتعلق به ، وإذا جاز تقديمها على صاحبها وعاملها ، فتقديمها على صاحبها وحده أجوز ، لتقدم عاملها وهو أرسلنا ، وهذا أحد وجهين في الآية ، ويصح جعل { كَآفَّةً } حالاً من الكاف في { أَرْسَلْنَاكَ } والتاء للمبالغة كهي في علامة ورواية ، والمعنى إلا جامعاً للناس في التبليغ ، يخرج عن تبليغك أحد ، فكافة اسم فاعل من كف بمعنى جمع ، أو مصدر كالعاقبة ، والعاقبة إما مبالغة أو على حذف مضاف ، أي ذا كافة للناس ، أو صفة لمصدر محذوف تقديره إلا ارساله كافة ، أي محيطه بهم وشاملة لهم ، فلا يخرج منها ، أحد والأوجه الثلاثة على أنه حال من الكاف وهي متقاربة ، فتحصل أن هذه الآيات دلت على أنه مرسل لجميع الإنس بشيراً ونذيراً ، وأما ارساله لغيهم ، فمأخوذ من آيات أخر منها { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] لكن إرساله للإنس والجن ، ارسال تكليف وللملائكة : قيل : ارسال تكليف ، وقيل تشريف ، وللحيوانات الغير العاقلة والجمادات ارسال تشريف . قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ } أي ما ذكر من عموم رسالته ، وكونه بشيراً ونذيراً . قوله : { وَيَقُولُونَ } أي على سبيل الاستهزاء والسخرية . قوله : { إِن كُنتُمْ } الخطاب للنبي والمؤمنين . قوله : { لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ } أي إن أردتم التأخر . قوله : { وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } أي إن أردتم التقدم والاستعجال كما هو مطلوبكم . إن قلت : إن الجواب ليس مطابقاً للسؤال ، لأن السؤال عن طلب تعيين الوقت ، والجواب يقتضي أنهم منكرون للوقت من أصله . وأجيب : بأن الجواب مطابق بالنظر لحالهم لا لسؤالهم ، لأن سؤالهم وإن كان على صورة الاستفهام عن الوقت ، إلا أن مرادهم الإنكار والتعنت ، والجواب المطابق أن يكون بالتهديد على تعنتهم . قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ } إلخ ، سبب ذلك أن أهل الكتاب قالوا لهم : إن صفة محمد في كتبنا ، فلما سألوهم ووافق ما قال أهل الكتاب ، قال المشركون : لن نؤمن بهذا القرآن ، ولا بالذي بين يديه . قوله : ( الدالين على البعث ) أي وعلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنهم يكفرون بها أيضاً . قوله : ( قال تعالى فيهم ) أي في بيان أحوالهم في الآخرة . قوله : { وَلَوْ تَرَىٰ } مفعول { تَرَىٰ } وجواب { لَوْ } محذوف ، والتقدير : ولو ترى حال الظالمين وقت وقوفهم عند ربهم ، حال كونهم يرجع بعضهم إلى بعض القول لرأيت أمراً فظيعاً . قوله : { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ } { إِذِ } ظرف لترى بمعنى وقت . قوله : { مَوْقُوفُونَ } أي محبوسون في الموقف للحساب . قوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } العندية للمكانة والعظمة لا المكان . قوله : { يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ } حال من ضمير { مَوْقُوفُونَ } والقول منصوب بيرجع . قوله : { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } تفسير لقوله : { يَرْجِعُ } فالجملة لا محل لها من الإعراب . قوله : { لَوْلاَ أَنتُمْ } ما بعد { لَوْلاَ } مبتدأ خبره محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( صددتمونا ) إلخ ، وقوله : { لَوْلاَ } جواب { لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } .