Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 44-46)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَآ آتَيْنَاهُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } أي فالمعنى لا عذر لهم في عدم تصديقك ، بخلاف أهل الكتاب ، فإن لهم كتاباً وديناً ، ويحتجون بأن نبيهم حذرهم من ترك دينه ، وإن كان عذراً باطلاً وحجة واهية . قوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ } أي نبي يخوفهم ويحذرهم من عقاب الله . قوله : { مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ } قيل : المعشار لغة في العشر ، وقيل : المعشار هو عشر العشير ، والعشير هو عشر العشر ، فيكون جزءاً من ألف وهو الأظهر ، لأن المراد به المبالغة في القليل . قوله : ( من القوة ) إلخ ، أي ومع ذلك ، فلم ينفعهم شيء من ذلك في دفع الهلاك . قوله : { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي } عطف على قوله : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } عطف مسبب على سبب . قوله : { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } عطف على محذوف تقديره : فحين كذبوا رسلي ، جاءهم إنكاري بالتدمير ، فكيف كان نكيري لهم ؟ قوله : ( واقع موقعه ) أي فهو غاية العدل ، وعدم الجور والظلم . قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ } أي آمركم وأوصيكم ، وقوله : { بِوَاحِدَةٍ } صفة لموصوف محذوف تقديره بخصلة واحدة . قوله : { أَن تَقُومُواْ } { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر لمحذوف ، قدره المفسر بقوله : ( هي ) وليس المراد بالقيام حقيقة ، وهو الانتصاب على القدمين ، بل المراد صرف الهمة ، والاشتغال والتفكر في أمر محمد وما جاء به ، لأن أول واجب على المكلف ، النظر المؤدي للمعرفة . قوله : { مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } حالان من فاعل { تَقُومُواْ } وإنما أمرهم بذلك لأن الجماعة ربما يكون في اجتماعها تشويش الخاطر ومنع التفكر ، بسبب الأغراض والتعصب ، وأما الاثنان فيتفكران ، ويعرض كل واحد منهما على صاحبه ما استفاده بفكرته ، وأما الواحد فيفكر في نفسه ويقول : هل رأينا من هذا الرجل جنوناً ، أو جربنا عليه كذباً قط ، وقد علمتم أن محمداً ما به جنون ، بل علمتموه أرجح قريش عقلاً ، وأوزنهم حلماً ، وأحدهم ذهناً ، وأرضاهم رأياً ، وأصدقهم قولاً ، وأزكاهم نفساً ، وإذا علمتم ذلك ، كفاكم أن تطلبوا منه آية على صدقه ، وإذا جاء بها ، تبين أنه صادق فيما جاء به ، وإذا كان كذلك ، فالواجب اتباعه وتصديقه . قوله : ( فتعلموا ) أشار بذلك إلى أن نتيجة الفكر والعلم ، ومعمول التفكر محذوف ، والتقدير فتفكروا في أحوال محمد ، فينتج لكم العلم بأن ما بصاحبكم جنون ولا نقص . قوله : { مَا بِصَاحِبِكُمْ } أضافه لهم اشارة إلى أنه كان مشهوراً بينهم ، وحاله معروف عندهم ، فكانوا يدعونه بالصادق الأمين ، فإذا تفكروا وقاسوا حاله بعد النبوة ، على حال قبلها ، فيفيدهم العلم بكمال أوصافه . قوله : { إِنْ هُوَ } أي المحدث عنه وهو محمد صلى الله عليه وسلم . قوله : { بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } أي هو مقدمة عذاب لكم في الدنيا والآخرة ، إن لم تؤمنوا وتصدقوه فيما جاء به فيخبركم به قبل وقوعه .