Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 12-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ } هذا مثل المؤمن والكافر ، وقوله : ( شديد العذوبة ) أي يكسر وهج العطش ، وقوله : { سَآئِغٌ } أي يسهل الحرارة . قوله : ( شربه ) إنما فسر الشراب بالشرب ، لأن الشراب هو المشروب ، فيلزم إضافة الشيء لنفسه . قوله : { أُجَاجٌ } أي يحرق الحلق بملوحته . قوله : { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ } إلخ ، يحتمل أنه استطراد لبيان صفة البحرين وما فيهما من المنافع ، والمثل قد تم بما قبله وهو الأظهر ، وقيل : هو من تمام التمثيل ، يعني أنهما وإن اشتركا في بعض الأوصاف ، لا يستويان في جميعها كالبحرين ، فإنهما وإن اشتركا في بعض المنافع ، لا يستويان في جميعها . قوله : ( وهو السمك ) المراد به حيوانات البحر كلها ، فيجوز أكلها . قوله : ( وقيل منهما ) أي ووجهه أن في البحر الملح عيوناً عذبة تمتزج بالملح ، فيخرج اللؤلؤ منهما عند الامتزاج . قوله : ( والمرجان ) هو عروق حمر ، تطلع من البحر كأصابع الكف ، وقيل : هو صغار اللؤلؤ . قوله : { لِتَبْتَغُواْ } متعلق بمواخر . قوله : ( بالتجارة ) أي وغيرها كالغزو والحج . قوله : ( على ذلك ) أي على ما أسداه إليك من تلك النعم . قوله : { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ } أي فيطول النهار ، حتى يصير من طلوع الشمس لغروبها ، أربع عشرة ساعة كأيام الصيف ، وقوله : { وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } أي فيطول الليل ، حتى يكون من الغروب للطلوع أربع عشرة ساعة كأيام الشتاء ، فالدائر بين الليل والنهار أربع ساعات ، تارة تكون في الليل وتارة تكون في النهار . قوله : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } معطوف على { يُولِجُ } وعبر بالمضارع في جانب الليل والنهار ، لأن إيلاج أحدها في الآخر يتجدد كل عام ، وأما الشمس والقمر ، فتسخيرهما من يوم خلقهما الله ، فلا تجدد فيه ، وإنما التجدد في آثارهما ، فلذا عبر في جانبهما بالماضي . قوله : { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } إلخ ، هذا من جملة الأدلة على انفراده تعالى بالألوهية . قوله : ( لفافة النواة ) بكسر اللام ، وهي القشرة الرقيقة الملتفة على النواة . واعلم أن النواة أربعة أشياء ، ويضرب بها المثل في القلة : الفتيل : وهو ما في شق النواة ، والقطمير : وهو اللفافة ، والنقير : وهو ما في ظهرها ، والثفروق : وهو ما بين القمع والنواة . قوله : ( ما أجابوكم ) أي يجلب نفع ، ولا دفع ضر . قوله : ( بإشراككم إياهم ) أشار بذلك إلى أن المصدر مضاف للفاعل قوله : ( أي يتبرؤون منكم ) أي بقولهم : { مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } [ القصص : 63 ] . قوله : { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } أي لا يخبرك أحد مثلي ، لأني عالم بالأشياء وغيري لا يعلمها ، وهذا الخطاب يحتمل أن يكون عاماً غير مختص بأحد ، ويحتمل أن يكون خطاباً له صلى الله عليه وسلم .