Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-17)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } إنما خاطب الناس بذلك ، وإن كان كل ما سوى الله فقيراً ، لأن الناس هم الذين يدعون الغنى وينسبونه لأنفسهم . والمعنى : يا أيها الناس ، أنتم أشد الخلق افتقاراً واحتياجاً إلى الله ، في أنفسكم وعيالكم وأموالكم ، وفيما يعرض لكم من سائر الأمور ، فلا غنى لكم عنه طرفة عين ، ولا أقل من ذلك ، ومن هنا قول الصديق رضي الله عنه : من عرف نفسه عرف ربه ، أي من عرف نفسه ، بالفقر والذل والعجز والمسكنة ، عرف ربه بالغنى والعز والقدرة والكمال . قوله : ( بكل حال ) أي في حالة الفقر والغنى والضعف والقوة والذل والعز ، فالعبد مفتقر لربه في أي حاله كان بها ذلك العبد . قوله : { ٱلْحَمِيدُ } إنما ذكره بعد الغنى ، لدفع توهم أنه غناه تعالى تارة ينفع وتارة لا ، فأفاد أنه كما أنه غني ، وهم منعم جواد محمود على إنعامه ، لكونه يعطي النوال قبل السؤال ، للبر والفاجر . قوله : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ } هذا بيان لغناه المطلق ، يعني أن إذهابكم ليس متوفقاً على شيء ، إلا على مشيئته ، فإبقاؤكم من محض فضله . قوله : { بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي بعالم آخر غير ما تعرفونه . قوله : ( شديد ) أي متعذر ومتعسر .