Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 25-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَبِٱلزُّبُرِ } اسم لكل ما يكتب . قوله : ( كصحف إبراهيم ) أي وهي ثلاثون ، وكصحف موسى قبل التوراة وهي عشرة ، وكصحف شيث وهي ستون ، فجملة الصحف مائة ، تضم لها الكتب الأربعة ، فجملة الكتب السماوية مائة وأربعة . قوله : ( فاصبروا كما صبروا ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف . قوله : ( أي هو واقع موقعه ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام تقريري . قوله : { أَلَمْ تَرَ } خطاب لمن تتأتى منه الرؤية ، وهو كلام مستأنف ، سيق لبيان باهر قدرته تعالى وكمال حكمته . قوله : ( فيه التفات ) أي وحكمته أن المنة في الإخراج ، أبلغ من إنزال الماء ، ولما في الإخراج من الصنع البديع الدال على كمال قدرته الإلهية . قوله : { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } أي في أصل اللون ، كالأخضر والأصفر والأحمر ، وفي شدة اللون الواحد وضعفه . قوله : { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ } قرأ العام بضم الجيم وفتح الدال ، جمع جدة وهي الطريق ، وقرئ شذوذاً بضم الجيم والدال جمع جديدة ، وبفتحهما . قوله : { مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } مختلف صفة لجدود ، و { أَلْوَانُهَا } فاعل به ، و { مُّخْتَلِفٌ } خبر مقدم ، و { أَلْوَانُهَا } مبتدأ مؤخر ، والجملة صفة لجدد . قوله : { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } الغربيب تأكيد للأسود ، كالقاني تأكيد للأحمر ، وإنما قدمه عليه للمبالغة . قوله : ( يقال كثيراً ) أي بتقديم الموصوف على الصفة ، وهذا هو الأصل ، وقوله : ( وقليلاً ) أي بتقديم الصفة على الموصوف ، وهذا خلاف الأصل ، ويرتكب للمبالغة . قوله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } خبر مقدم ، وقوله : { مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } صفة لموصوف محذوف هو المبتدأ ، أي صنف مختلف ألوانه من الناس ، وقوله : { كَذَلِكَ } صفة لمصدر محذوف ، أي اختلافاً كذلك . قوله : { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } أي أن خشية الله ، شرطها العلم والمعرفة به ، فمن اشتدت معرفته لربه ، كان أخشاهم له ، ولذا ورد في الحديث : " أنا أخشاكم لله وأتقاكم له " وقرئ شذوذاً برفع الجلالة ونصب العلماء ، والمعنى إنما يعظم الله من العباد العلماء ، وإنما كان كذلك ، لكونهم أعرف الناس بربهم وأتقاهم له ، فالواجب على الناس تعظيمهم واحترامهم ، اقتداء بالله تعالى ، فإن الله أخبر أنه يعظمهم ويجلهم . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } تعليل لوجوب الخشية كأن قيل : يجب على كل إنسان ، أن يخشى الله تعالى ، لأنه عزيز قاهر لما سواه ، غفور للمذنبين .