Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 10-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ } إلخ ، هذا نتيجة ما قبله ، وقوله : { لاَ يُؤمِنُونَ } بيان للاستواء ، والمعنى إنذارك وعدمه سواء في عدم إيمانهم ، وهو تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وكشف لحقيقة أمرهم وعاقبتها . قوله : ( بتحقيق الهمزتين ) أي مع إدخال ألف بينهما وتركه ، فالقراءات خمس لا أربع كما توهمه عبارته ، فالتحقيق فيه قراءتان ، والتسهيل كذلك ، والإبدال فيه قراءة واحدة وهي سبعيات . قوله : ( ينفع إنذارك ) جواب عما يقال : إن ظاهر الآية يقتضي إن رسالته صلى الله عليه وسلم غير عامة ، بل هي لقوم مخصومين ، وهم { مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } ويخالف قوله سابقاً { لِتُنذِرَ قَوْماً } [ يس : 6 ] ، إلخ فأجاب المفسر عن ذلك ، بأن محط الحصر الإنذار النافع ، فلا ينافي وجوده غيره لمن لم ينتفع به . قوله : { بِٱلْغَيْبِ } يصح أن يكون حالاً من الفاعل أو المفعول ، وتقدم نظيره . قوله : { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } إلخ ، تفريع على ما قبله ، إشارة لبيان عاقبة أمرهم . قوله : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ } أي نبعثهم في الآخرة للمجازاة على أعمالهم . قوله : { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ } . إن قلت : إن الكتابة متقدمة قبل الإحياء ، إذ هي في الدنيا والإحياء يكون في الآخرة . أجيب بأنه قدم الإحياء اعتناء بشأنه ، إذ لولاه لما ظهرت ثمرة الكتابة . قوله : ( في اللوح المحفوظ ) المناسب أن يقول في صحف الملائكة ، لأن الكتابة التي تكون في حياة العباد ، إنما هي في صحف الملائكة ، وأما اللوح ، فقد كتب فيه ذلك قبل وجود الخلق . قوله : ( ما استن به بعدهم ) أي من خير : كعلم علموه ، أو كتاب صنفوه ، أو نخل غرسوه ، أو وقف حبسوه ، أو غير ذلك ، أو شر : كمكس رتبوه ، أو ضلالة أحدثوها ، أو غير ذلك ، لما في الحديث : " من سن سنة حسنة فعمل بها من بعده ، كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من وزرهم شيء " قوله : ( نصبه بفعل يفسره ) إلخ ، أي فهو من باب الاشتغال .