Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 20-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ } هي انطاكية المعبر عنها أولاً بالقرية ، وعبر عنها بالمدينة ، إشارة إلى عظمها وكبرها . قوله : ( هو حبيب النجار ) أي ابن إسرائيل ، كان يصنع لهم الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل وجوده ، كما آمن به تبع الأكبر ، وورقة بن نوفل وغيرهما ، وفي الحقيقة : كل نبي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل وجوده ، كما آمن به تبع الأكبر ، وورقة بن نوفل وغيرهما ، وفي الحقيقة : كل نبي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره ، بمصداق قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } [ آل عمران : 81 ] الآية ، وهذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم ، وأما غيره من الأنبياء ، فلم يؤمن به أحد إلا بعد ظهوره . قوله : ( كان قد آمن بالرسل ) أي رسل عيسى ، وسبب إيمانه ما تقدم من شفاء ولده المريض ، وقيل : إنه هو كان مجذوماً ، وعبد الأصنام سبعين سنة لكشف ضره فلم يكشف ، فلما دعاه الرسل إلى عبادة الله قال لهم : هل من آية ؟ قالوا له : ندعو ربنا القادر ، يفرج عنك ما بك ، فقال : إن هذا عجيب ، قد عبدت الأصنام سبعين سنة ، فلم تستطع تفريجه في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على كل شيء قدير ، فدعوا ربهم فكشف ما به فآمن . قوله : ( يشتد عدواً ) أي يسرع في مشيته ، حرصاً على نصح قومه ، والدفع على الرسل . قوله : ( تأكيد للأول ) أي تأكيد لفظي ، فلفظ اتبعوا ، تأكيد للفظ اتبعوا الأول ، من توكيد الفعل بالفعل . قوله : { مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً } بدل من المرسلين ، والمعنى : اتبعوا الصادقين المخلصين ، الذين لك يريدوا منكم العرض الفاني ، إذا لو كانوا غير مخلصين ، لطلبوا منكم المال ، ونازعوكم على الرياسة . قوله : { وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } الجملة حالية ، وهو تعريض لهم بالإتباع ، أي فاهتدوا أنتم تبعاً لهم . قوله : ( أنت على دينهم ) فيه حذف همزة الاستفهام . قوله : { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } تلطف في إرشادهم ، وفيه نوع تقريع على ترك عبادة خالقهم ، والأحسن أن في الآية احتباكاً ، حيث حذف من الأول ، نظير ما أثبته في الآخر ، والأصل : ومالي لا أعبد الذي فطرني وفطركم ، وإليه ترجعون وأرجع . قوله : ( الموجود مقتضيها ) أي وهو كون الله فطره وخلقه . قوله : ( في الهمزتين منه ما تقدم ) أي من القراءات الأربع ، وتقدم أنها خمسة : التحقيق ، وتسهيل الثانية بألف ، ودونها ، وإبدال الثانية ألفاً ، وهي سبعيات . قوله : ( هو استفهام بمعنى النفي ) أي وهو إنكاري .