Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 23-29)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِن دُونِهِ } يصح أن يكون مفعولاً ثانياً مقدماً لاتخذوا ، على أنها متعدية لاثنين ، و { آلِهَةً } مفعول أول مؤخر ، ويصح أن يكون حالاً من آلهة ، أو متعلقاً باتخذوا ، على أنها متعدية لواحد . قوله : { لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ } أي لا تنفعني شفاعتهم ، فهو من الغماء بالفتح وهو النفع ، ومنه قول البوصيري : قلن ما في اليتيم عنا غناء . قوله : ( صفة آلهة ) أي جملة { إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ } إلخ ، فهو في محل نصب ، والأوضح أن تكون مستأنفة ، سيقت لتعليل النفي المذكور ، لأن جعلها صفة ، يوهم هناك آلهة ليست كذلك . قوله : ( إن عيدت غير الله ) أشار بذلك إلى أن التنوين عوض عن جملة . قوله : { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي لثبوت الأدلة على بطلان ذلك . قوله : { فَٱسْمَعُونِ } بكسر النون في قراءة العامة وهي نون الوقاية ، حذفت بعدها ياء الإضافة ، وقرئ شذوذاً بفتحها ، ولا وجه له في العربية ، لأن فعل الأمر يبنى على حذف النون . قوله : ( أي اسمعوا قولي ) أي ما قلته لكم وهو { ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ يس : 20 ] إلخ . قوله : ( فرجموه فمات ) أي وهو يقول : اللهم اهد قومي ، وقيل : حرقوه وجعلوه في سور المدينة ، وقبره في سورة أنطاكية ، وقيل : نشروه بالمنشار حتى خرج من بين رجليه ، فوالله ما خرجت روحه إلا في الجنة ، وفي رواية : أنهم قتلوا معه الرسل الثلاثة ، ووضعوهم في بئر وهو الرس . قوله : و { قِيلَ } ( له عند موته ) هذا أحد أقوال ثلاثة ، اقتصر المفسر على اثنين منها ، والثالث : إن هذا القول ، كناية عن البشرى بأنه يدخل الجنة . قوله : ( وقيل دخلها حياً ) أي فحين هموا بقتله ، رفعه الله من بينهم وأدخله الجنة حياً إكراماً له ، كما وقع لعيسى أنه رفع إلى السماء . قوله : { قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي } أي وهم الذين نصحهم أولاً ، وقد نصحهم حياً وميتاً ، قوله : ( بغفرانه ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية ، ويصح أن تكون موصولة والعائد محذوف ، أي بالذي غفره لي ، ويصح أن تكون استفهامية ، أي بأي شيء غفر لي ، أي بأمر عظيم ، وهو توحيدي وصدعي بالحق . قوله : { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ } إلخ ، هذا تحقير لهم وتصغير لشأنهم ، والمعنى : لم يحتج في إهلاكهم إلى إرسال جنود من الملائكة ، بل نهلكهم بصيحة واحدة مثلاً ، وقوله : { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } أي لم يكن شأننا وعادتنا ، ارسال جنود لإهلاك أحد من الأمم قبلهم ، بل إذا أردنا إهلاكاً عاماً ، يكون بغير الملائكة ، كصيحة أو رجفة أو غير ذلك . إن قلت : إن الملائكة قد نزلت من السماء يوم بدر للقتال مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . أجيب : بأن انزالهم تكرمة للنبي وأصحابه لا للإهلاك العام ، وقيل : نزول الملائكة والاستنصار بهم من خصوصياته صلى الله عليه وسلم . قوله : ( بعد موته ) أي أو بعد رفعه حياً على القول الآخر . قوله : ( لإهلاك أحد ) أي من الأمم السابقة . قوله : ( صاح بهم جبريل ) أي صاح عليهم . قوله : ( ميتون ) أي فشبهوا بالنار الخامدة ، لانقطاع النفع في كل .