Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 30-32)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } يحتمل أن يكون من كلام الله ، أو الملائكة ، أو المؤمنين ، والمراد بالعباد جميع الكفار ، فأل للجنس ، وقيل : المراد بالعباد نفس الرسل ، و { عَلَى } بمعنى من ، والقائل ذلك الكفار ، والتقدير : يا حسرة علينا من مخالفة العباد ، والأوجه الأول الذي مشى عليه المفسر . قوله : { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } الجملة حالية من مفعول { يَأْتِيهِمْ } . قوله : ( مسوق ) إلخ . أي فهو استئناف واقع في جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : ما وجه التحسر عليهم ؟ قيل : { مَا يَأْتِيهِمْ } إلخ . قوله : ( لبيان سببها ) أي بواسطة ، فإن الاستهزاء سبب لأهلاكهم ، وهو سبب للحسرة . قوله : ( لاشتماله ) أي دلالته قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ } إلخ ، رأى علمية ، و { كَمْ } خبرية مفعول لأهلكنا مقدم ، و { قَبْلَهُمْ } ظرف لأهلكنا ، و { مِّنَ ٱلْقُرُونِ } بيان لكم . قوله : ( والاستفهام للتقرير ) أي وهو حمل المخاطب على الإقرار بما بعد النفي . قوله : ( معمولة لما بعدها ) أي وليست معمولة ليروا ، لأن { كَمْ } الخبرية لها الصدارة ، فلا يعمل ما قبلها فيها . قوله : ( معلقة ما قبلها عن العمل ) . إن قلت : إن { كَمْ } الخبرية لا تعلق ، وإنما التعلق للاستفهامية ، قال ابن مالك : @ وإن ولا لام ابتداء أو قسم كذا والاستفهام ذا له انحتم @@ أجيب : بأن الخبرية أجريت مجرى الاستفهامية في التعليق . قوله : ( والمعنى أنا ) { أَهْلَكْنَا } أي وقد علموا ذلك . قوله : ( بدل مما قبله ) أي بدل اشتمال ، لأن إهلاكهم مشتمل ومستلزم لعدم ورجوعهم ، أو يدل كل من كل ، بناء على تنزيل التلازم منزلة التماثل ، كأن إهلاكهم غير رجوعهم . قوله : ( برعاية المعنى المذكور ) أي وهو قوله : ( أنا ) { أَهْلَكْنَا } إلخ ، والمعنى : قد علموا إهلاكنا كثيراً من القرون السابقة ، المشتمل على عدم عودهم إلى هؤلاء الباقين وهم أهل مكة ، فينبغي أن يعتبروا بهم . قوله : ( نافية ) أي و { لَّمَّا } بالتشديد بمعنى إلا ، وقوله : ( أو مخففة ) أي مهملة ، ولما بالتخفيف واللام فارقة . قوله : ( وما زائدة ) للتأكيد ، فقد أغنت عن الحصر المستفاد من قراءة التشديد ، فتحصل أن من شدد { لَّمَّا } جعلها بمعنى إلا ، و { إِن } نافية ، وهذا باتفاق البصريين والكوفيين ، ومن خفف { لَّمَّا } فالبصريون على أن { إِن } مخففة ، واللام فارقة ، وما زائدة ، وجوز الكوفيين جعل { لَّمَّا } بمعنى إلا ، و { إِن } نافية ، والقراءتان سبعيتان . قوله : ( أي كل الخلائق ) أشار بذلك إلى أن التنوين عوض عن المضاف إليه . قوله : ( أي مجموعون ) دفع بذلك ما يتوهم من ذكر الاستغناء بها عن الجميع ، فأجاب : بأن { كُلٌّ } أشير بها لاستغراق الأفراد ، و { جَمِيعٌ } أشير بها لاجتماع الكل في مكان واحد للحشر .