Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 33-37)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَآيَةٌ لَّهُمُ } أي علامة ظاهرة ودالة على الإحياء بعد الموت . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( مبتدأ ) أخره بعد قوله : { أَحْيَيْنَاهَا } اشارة إلى أنه صفة للأرض ، والصفة مع الموصوف كالشيء الواحد . قوله : { وَجَعَلْنَا } عطف على { أَحْيَيْنَاهَا } قوله : { مِّن نَّخِيل } هو النخل بمعنى واحد ، لكل النخل اسم جمع واحدة نخلة يؤنث عند أهل الحجاز ، ويذكر عن تميم ونجد ، والنخيل مؤنث بلا خلاف ، وإذا علمت ذلك ، فقول المفسر فيما يأتي ( من النخيل وغيره ) ليس بجيد ، بل المناسب وغيرها . قوله : { وَفَجَّرْنَا } بالتشديد في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بالتخفيف . قوله : ( أي بعضها ) أشار بذلك إلى أن { مِنَ } تبعيضية ، ويصح أن تكون زائدة . قوله : ( بفتحتين وبضمتين ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي ثمر المذكور ) دفع بذلك ما يقال : إن الضمير عائد على شيئين فحقه التثنية ، فأجاب : بأنه أفرد باعتبار ما ذكر . قوله : ( أي لم تعمل الثمر ) أشار بذلك إلى أنه { مَا } نافية ، والمعنى : أنه ليس لهم إيجاد شيء ، بل الفاعل والمثبت هو الله تعالى ، كما قال في الآية الأخرى : { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } [ النمل : 60 ] ويصح أن تكون موصولة ، أي ومن الذي عملته أيديهم ، أو نكرة موصوفة ، أو مصدرية ، أي ومن عمل أيديهم ، وإثبات العمل للأيدي من حيث الكسب . قوله : { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والتقدير : أيتنعمون بهذه النعم فلا يشكرونها ؟ أي بحيث لا يصرفونها في مصارفها . قوله : ( أنعمه ) جمع نعمة بالكسر ، ونعماء بالمد والفتح . قوله : { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ } أي ننزه في ذاته وصفاته وأفعاله عما لا يليق به . قوله : ( الأصناف ) { كُلَّهَا } أي فكل زوج صنف ، لأنه مختلف في الألوان والطعوم والأشكال ، والصغر والكبر ، فاختلافها هو ازدواجها . قوله : { مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ } بيان للأزواج ، وكذا ما بعده ، فتحصل أن هذه الأمور الثلاثة ، لا يخرج عنها شيء من أصناف المخلوقات . قوله : ( الغريبة ) أي كالتي في السماوات والتي تحت الأرضين ، وكل ما لم يكن مشاهداً لنا عادة . قوله : { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ } ذكر الله تعالى في هذه الآية ، ما يتضمن علم الميقات الذي توجب معرفته ، وقد ذكر أستاذنا الشيخ الدردير رضي الله عنه ، مقدمة لطيفة في هذا الشأن ، كافية من اقتصر عليها فيما فرض الله تعالى . وحاصلها بحروفها : فائدة : أسماء الشهور القبطية : توت ، بابه ، هاتور ، كيهك ، طوبه ، أمشير ، برمهات ، برموده ، بشنس ، بؤنه ، أبيب ، مسرى . أسماء البروج : ميزان ؛ عقرب ، قوس ، جدي ، دلو ، حوت ، حمل ، ثور ، جوزاء ، شرطان ، أسد ، سنبلة . ولا يدخل توت ، الذي هو أول السنة القبطية ، إلا بعد خمسة أيام أو ستة ، بعد مسرى ، وتسمى أيام النسيء . وفصول السنة أربعة : فصل الخريف ، وفصل الشتاء ، وفصل الربيع ، وفصل الصيف . وأول فصل الخريف : انتقال الشمس إلى برج الميزان ، وذلك في نصف توت ، وفي تلك الليلة يستوي الليل والنهار ، ثم كل ليلة يزيد الليل نصف درجة ، ثلاثين ليلة بخمس عشرة درجة ، إلى نصف بابه ، تنتقل الشمس إلى برج العقرب ، فنزيد الليل كل ليلة ثلث درجة إلى نصف هاتور ، تنتقل الشمس إلى برج القوس ، فيزيد الليل كل ليلة سدس درجة بخمس درج ، فقد تمت زيادة الليل ثلاثين درجة بعد الاعتدال بساعتين ، فيصير الليل من غروب الشمس إلى طلوعها ، أربع عشر ساعة ، فيصلى الفجر على اثنتي عشرة ساعة وست درج ، ومن طلوعه إلى الشمس أربع وعشرون درجة ، وذلك في آخر يوم من فصل الخريف ، منتصف كيهك ، ثم تنتقل الشمس إلى برج الجدي ، وهو أول فصل الشتاء ، فيأخذ اللي في النقص ، والنهار في الزيادة ، فيزيد النهاء كل يوم سدس درجة ، ثلاثين يوماً بخمس درج إلى نصف طوبه ، فتنتقل الشمس إلى برج الدلو ، فيزيد النهار كل يوم ثلث درجة بعشرة إلى نصف أمشير ، فتنتقل إلى برج الحوت ، فتسميها العامة بالشمس الصغيرة ، فيزيد النهار كل يوم نصف درجة بخمس عشرة درجة إلى نصف برمهات ، فتنتقل الشمس إلى برج الحمل ، ويسميها العامة بالشمس الكبيرة ، وهو أول فصل الربيع ، وفيه الاعتدال الربيعي ، يستوي الليل في تلك الليلة والنهار ، يزيد كل يوم نصف درجة ، كما في برج الحوت الذي قبله إلى منتصف برموده ، فتنتقل الشمس إلى برج الثور ، فيزيد النهاؤ كل يوم ثلث درجة بعشرة إلى منتصف بشنس ، فتنتقل الشمس للجوزاء ، ويزيد النهار كل يوم سدس درجة بخمسة إلى نصف بؤنة ، فتنتقل إلى برج السرطان ، وهو أول فصل الصيف ، وبه ينتهي طول النهار ، فيكون النهار من طلوع الشمس إلى غروبها أربع عشرة ساعة , وينتهي قصر الليل ، فيكون من الغروب إلى طلوع الشمس عشرة ، وحصة المغرب للعشاء ، اثنتان وعشرون درجة ، ومن المغرب للفجر ، ثمان ساعات وخمس درج ، ومنه للشمس خمس وعشرون درجة ، ثم ينقص النهار ، ويأخذ الليل في الزيادة ، فيزيد الليل كل ليلة سدس درجة إلى خامس عشرة أبيب ، فتنتقل الشمس إلى برج الأسد ، فيزيد كل يوم ثلث درجة إلى نصف مسرى ، فتنتقل إلى السنبلة ، فيزيد النهار كل يوم نصف درجة إلى نصف توت أول السنة ، فقد علمت أن الدرج الذي يأخذها النهار من الليل ، والليل من النهار ، ستون درجة بأربع ساعات ، وأن الاعتدال يكون في السنة مرتين ، مرة في نصف توت ، الذي هو أول السنة القبطية ، وهو فصل الخريف ، والمرة الثانية في نصف برمهات ، أو فصل الربيع ، وأن مبدأ زيادة النهار من الفصل الذي قبله ، وهو فصل الشتاء ، ثلاثين يوماً بالأنصاف أيضاً إلى نصف برمودة ، ودخول الشمس في الثور ، فمدة زيادة الأنصاف ستون من نصف أمشير ، ودخول الشمس في الحوت إلى نصف برموده ، ثم ثلاثين بالأثلاث إلى نصف بشنس ، ودخول الشمس في الجوزاء ، ثم ثلاثين بالأسداس إلى نصف بؤنة ، ودخول الشمس في السرطان ، فيأخذ الليل في الزيادة بالأسداس ، ثلاثين ليلة إلى نصف أبيب ودخولها في الأسد ، ثم ثلاثين بالأثلاث إلى نصف مسرى ، ثم بالأصناف إلى نصف توت ، ثم بالأصناف أيضاً إلى نصف بابه ، ثم بالأثلاث إلى نصف هاتور ، ثم بالأسداس إلى نصف كهيك ، ثم يعدو النهار على الليل ، فسبحان الله المقدر للأمور ، القادر على كل شيء ، العليم الحكيم . قوله : { وَآيَةٌ } خبر مقدم ، و { ٱلَّيلُ } مبتدأ مؤخر كما تقدم نظيره . قوله : { نَسْلَخُ } إلخ ، بيان لكيفية كونه آية . قوله : ( ننفصل ) { مِنْهُ ٱلنَّهَارَ } أي نزيله عنه لكونه كالساتر له ، فإذا زال الساتر ظهر الأصل ، فالليل أصل ، فالليل أصل متقدم في الوجود ، والنهار طارئ عليه بدليل قوله : { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } هذا لا ينافي ما يأتي في قوله : { وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } [ يس : 40 ] لأن معناه لا يأتي الليل قبل وقته المقدر له ، بأن يأتي في وقت الظهر مثلاً ، وهذا غير ما هنا ، فتحصل أن معنى السلخ الفصل والإزالة ، وليس المراد به الكشف ، وإلا لقال فإذا هم مبصرون ، لأنه يصير المعنى : وآية لهم الليل نكشف ونظهر منه النهار . قوله : ( داخلون في الظلام ) أي فيقال : أظلم القوم إذا دخلوا في الظلام ، وأصبحوا إذا دخلوا في الصباح . قوله : ( من جملة الآية ) أي فهو عطف مفردات على قوله : { ٱلأَرْضُ } ، وقوله : ( أو آية أخرى ) أي فيكون عطف جمل .