Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 38-38)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } أي مكان تستقر فيه ، وهو مكانها تحت العرش ، فتسجد فيه كل ليلة عند غروبها ، فتستمر ساجدة فيه طول الليل ، فعند ظهور النهار ، يؤذن لها في أن تطلع من مطلقها ، فإذا كان آخر الزمان لا يؤذن لها في الطلوع من المشرق ، بل يقال لها : ارجعي من حيث جئت : فتطلع من المغرب ، وهذا هو الصحيح عند أهل السنة ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر غربت الشمس أتدري أين ذهبت الشمس ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد ، فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، فيقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } وقيل : إن الشمس في الليل ، تسير وتشرق على عالم آخر من أهل الأرض ، وإن كنا لا نعرفه ، وهذا قول الحكماء ، ويؤيده ما قاله الفقهاء : إن الأوقات الخمسة ، تختلف باختلاف الجهات والنواحي ، فقد يكون المغرب عندنا ، عصراً عند آخرين ، وقد يكون الليل عندهم ساعة فقط ، واختلف في العشاء حينئذ ، فقالت الحنفية بسقوطها ، وقالت الشافعية ووافقهم المالكية : يقدر لهم بأقرب البلاد إليهم ، ويصلونها ولو بعد طلوع الشمس عندهم ، وتسمى أداء ، ولا حرمة عليهم ، في ذلك ، وعلى ما قالته الحكماء ، فاختلف في مستقر الشمس ، فقيل : هو انقضاء الدنيا وقيام الساعة ، وقيل : مستقرها هو سيرها في منازلها ، حتى تنتهي إلى مستقرها التي لا تجاوزه ، ثم ترجع إلى أول منازلها ، وقيل : مستقرها نهاية ارتفاعها في السماء في الصيف ، ونهاية هبوطها في الشتاء .