Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 39-41)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلْقَمَرَ } اختلف فيه ، هل لكل شهر قمر جديد ؟ أو هو قمر واحد لكل شهر ؟ فقال الرملي من أئمة الشافعية : إن لكل شهر قمراً جديداً ، ولكن المتبادر من كلام الحكماء ومن غالب الأحاديث أنه متحد . قوله : ( بالرفع ) أي على مبتدأ خبره { قَدَّرْنَاهُ } . قوله : ( والنصب يفسره ما بعده ) أي فهو من باب الاشتغال . قوله : ( من حيث سيره ) أشار بذلك إلى أن قوله : { مَنَازِلَ } ظرف لقوله : { قَدَّرْنَاهُ } والتقدير قدرناه سيره في منازل ، ويصح جعله حالاً على حذف مضاف ، والتقدير ذا منازل . قوله : ( أي كعود الشماريخ ) جمع شمراخ ، وهو عيدان العنقود الذي عليه الرطب . قوله : ( إذا عتق ) من باب ظرف وقعد . قوله : ( فإنه يدق ويتقوس ويصغر ) أي فوجه الشبه فيه مركب من ثلاثة أشياء . قوله : { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } أي بحيث تأتي في وسط الليل ، لأن ذلك يخل بتلوين النبات ونفع الحيوان ، ويفسد النظام ، ولم يقل سبحانه وتعالى : ولا القمر يدرك الشمس ، لأن سير القمر أسرع ، لأنه يقطع الفلك في شهر ، والشمس لا تقطع فلكها في سنة ، فالشمس قطعاً لا تدرك القمر ، والقمر قد يدرك الشمس في سيرها ، ولكن لا سلطنة له . قوله : { وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } أي لا يأتي الليل في أثناء النهار قبل أن ينقضي ، كأن يأتي في وقت الظهر مثلاً . قوله : { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } قال ابن عباس : يدورون في فلكة كفلكة المغزل . قوله : ( والنجوم ) أي المدلول عليها بذكر الشمس والقمر . قوله : ( نزلوا منزلة العقلاء ) أي حيث عبر عنهم بضمير جمع الذكور ، والذي سوغ ذلك ، وصفهم بالسباحة التي هي من أوصاف العقلاء . قوله : { وَآيَةٌ لَّهُمْ } خبر مقدم { أَنَّا حَمَلْنَا } في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر ، أي حملنا ذريتهم في الفلك ، آية دالة على باهر قدرتنا . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي آباءهم الأصول ) أشار بذلك إلى أن لفظ الذرية ، كما يطلق على الفروع ، يطلق على الأصول ، لأنه من الذرء وهو الخلق ، فاندفع ما يقال : إن الذي حمل في سفينة نوح ، أصول أهل مكة لا فروعهم ، وهذا أوضح ما قررت به هذه الآية . قوله : ( المملوء ) أي لأن نوحاً جعله ثلاث طبقات : السفلى وضع فيها السباع والهوام ، والوسطى فيها الدواب والأنعام ، والعليا وضع فيها الآدميين والطير .