Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 56-59)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ } هذا بيان لكيفية شغلهم وتفكههم . قوله : ( جمع ظلة ) أي كقباب جمع قبة ، وزناً ومعنى . قوله : ( أو ظل ) أي كشعاب جمع شعب . قوله : ( أي لا تصيبهم الشمس ) أي لعدم وجودها . قوله : ( في الحجلة ) بفتحتين أو بسكون الجيم مع ضم الحاء أو كسرها ، وهي قبة تعلق على السرير وتزين به العروس . قوله : ( أو الفرش فيها ) أي في الحجلة ، فالأريكة فيها قولان : قيل هي السرير الكائن في الحجلة ، أو الفرش الكائن فيها . قوله : ( متعلق على ) أي قوله : { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } فتحصل أن { هُمْ } مبتدأ ، و { أَزْوَاجُهُمْ } عطف عليه ، و { فِي ظِلاَلٍ } خبر أول ، و { مُتَّكِئُونَ } خبر ثان ، و { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } متعلق بمتكئون ، قدم عليه رعاية للفاصلة . قوله : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ } أي من كل نوع من أنواع الفواكه ، لا مقطوع ولا ممنوع ، قال تعالى : { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [ الواقعة : 32 - 33 ] . قوله : { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } أصله يدتعيون بوزن يفتعلون ، استثقلت الضمة على الياء ، فنقلت إلى ما قبلها ، فالتقى ساكنان ، حذفت الياء لالتقائهما ، ثم أبدلت التاء دالاً وأدغمت في الدال ، والمعنى : يعطي أهل الجنة ، جميع ما يتمنونه ويشتهونه حالاً من غير بطء . قوله : { سَلاَمٌ } ( مبتدأ ) إلخ ، هذا أحسن الأعاريب ؛ وقيل : إنه بدل من قوله : { مَّا يَدَّعُونَ } ، أو صفة لما ، أو خبر لمبتدأ محذوف . قوله : ( أي بالقول ) أشار بذلك إلى أن { قَوْلاً } منصوب بنزع الخافض ، ويصح أن يكون مصدراً مؤكداً لمضمون الجملة ، وهو مع عامله معترض بين المبتدأ والخبر . قوله : ( أي يقول لهم سلام عليكم ) أشار بذلك إلى أن الجملة معمولة لمحذوف ، والمعنى أن الله يتجلى لأهل الجنة ويقرئهم السلام لما في الحديث : " بينما أهل الجنة في نعيم ، إذ سطع لهم نور ، فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الرب عز وجل قد أشرف عليهم من فوقهم ، السلام عليكم يا أهل الجنة ، فلذلك قوله تعالى : { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه ، حتى يحتجب عنهم ؛ فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم " قوله : { وَ } ( يقول ) { ٱمْتَازُواْ } إلخ ، أشار بذلك إلى أن هذه الجملة معمولة لمحذوف أيضاً . قوله : ( عند اختلاطهم بهم ) أي حين يسار بهم إلى الجنة ؛ لما ورد في الحديث ما معناه : " إذا كان يوم القيامة " ، ينادي مناد : كل أمة تتبع معبودها ؛ فتبقى هذه الأمة وفيها منافقون يقولون : لا نذهب حتى ننظر معبودنا ؛ فيظهر لهم عن يمين العرش ملك ؛ لو وضعت البحار السبع وجميع الخلائق ومثلهم معهم في نقرة إبهامه لوسعهم ؛ فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك لست ربنا ، ثم يأتي عن يسار العرش فيقول مثل ذلك ؛ فيقولون : نعوذ بالله منك لست ربنا ، ثم يتجلى الله تعالى له فيخرون سجداً ، فيريد المنافقون أن يسجدوا ؛ فيصير ظهرهم طبقاً ؛ فلا يستطيعون السجود ، فعند ذلك يقال : { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } .