Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 60-66)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } الاستفهام للتوبيخ والتقريع ، والمراد بالعهد ، ما كلفهم الله به على ألسنة رسله من الأوامر والنواهي . قوله : ( آمركم ) أي وأنهاكم ؛ ففيه اكتفاء . قوله : { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } { أَن } تفسيرية لتقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه ، و { لاَّ } ناهية ؛ والفعل مجزوم بها . قوله : { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } تعليل لوجوب الانتهاء . قوله : { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ } تأكيد للتعليل . قوله : { جِبِلاًّ } بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام . قوله : ( وفي قراءة بضم الباء ) أي مع ضم الجيم ، وبقي ثالثة سبعية أيضاً ، وهي بكسر الجيم والباء وتشديد اللام كسجل . قوله : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ } هذا خطاب لهم وهم على شفير جهنم ، والمقصود منه زيادة التبكيت والتقريع . قوله : { ٱصْلَوْهَا } أي ذوقوها حرارتها . قوله : { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } أي بسبب كفركم . قوله : { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ } أي ختماً يمنعها عن الكلام النافع ، فلا ينافي قوله تعالى في الآية الأخرى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ } [ النور : 24 ] وهذا مرتبط بقوله : { ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ } روي أنهم حين يقال لهم ذلك ، يجحدون ما صدر عنهم في الدنيا ويتخاصمون ، فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم ، فيحلفون أنهم ما كانوا مشركين ويقولون : لا نجيز علينا شاهداً إلا من أنفسنا ؛ فيختم على أفواههم ، ويقال لأركانهم : انطلقوا فتنطق بما صدر منهم ، وحكمة إسناد الختم لنفسه ، والشهادة للأيدي والأرجل ، دفع توهم أن نطقها جبر ، والمجبور غير مقبول الشهادة ، فأفاد نطقها اختياري . قوله : { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ } إلخ مفعول المشيئة محذوف ، أي لو نشاء طمسها لفعلنا ، وقوله : { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ } أي أرادوا أن يستبقوا الطريق المحسوس ذاهبين في حوائجهم ، وهو عطف على قوله : { طَمَسْنَا } ، وقوله : { فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } استفهام إنكاري مرتب على ما قبله ، أي فلا يبصرونه .