Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 77-80)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ } في الهمزة التقريران السابقان ، وهما كونهما مقدمة من تأخير ، أو عاطفة على محذوف ؛ والتقدير : أعمي ولم ير ؟ قوله : ( وهو العاصي بن وائل ) وقيل : نزلت في أبي بن خلف الجمحي ، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ } أي قذرة خسيسة ؛ والمقصود التعجب من جهله ، حيث تصدى لمخاصمة العزيز الجبار ، ولم يتفكر في بدء خلقه ، وأنه من نطفة . قوله : { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } عطف على جملة النفي . قوله : ( في نفي البعث ) متعلق بخصيم . قوله : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً } أي أورد كلاماً عجيباً في الغرابة كالمثل ، حيث قاس قدرتنا على قدرة الخلق . قوله : { وَنَسِيَ خَلْقَهُ } أي ذهل عنه ، وهذا عطف على { ضَرَبَ } داخل حيز الإنكار ، وإضافة خلق للضمير ، من إضافة المصدر لمفعوله ، أي خلق الله إياه . قوله : { قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ } إلخ بيان لضرب المثل . قوله : ( ولم يقل بالتاء ) إلخ ، أشار بذلك إلى سؤال حاصله أن فعيلاً بمعنى فاعل ، يفرق بين المذكر والمؤنث بالتاء ، فكان مقتضى القاعدة أن يقال رميمة ، فأجاب المفسر : بأن محل ذلك إذا لم تغلب عليه الاسمية ، فإذا صار اسماً بالغلبة لما بلي من العظام ، فلا تلحقه التاء في مؤنثه . قوله : ( فقال صلى الله عليه وسلم : نعم ويدخلك النار ) أخذ من هذا ، أنه مقطوع بكفره وخلوده في النار ، وزيادة ذلك في الجواب ، لأنه متعنت لا متفهم ، وجزاء المتعنت المنكر ، أن يجاب بما يكره ، وبضد ما يترقب ، ويسمى عند علماء البلاغة الأسلوب الحكيم . قوله : { ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ } أي أوجدها من العدم . قوله : { وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } أي بكيفية خلقها ، وبأجزاء الأشخاص تفصيلاً . قوله : { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم } إلخ ، بدل من الموصول قبله . ( في جملة الناس ) أشار بذلك إلى أنه مخصصاً بالكفار ، بل لجميع الخلق . قوله : ( المرخ ) بفتح الميم وسكون الراء وبالخاء المعجمة ، شجر سريع القدح ، وقوله : ( والعفار ) بفتح العين المهملة ، بعدها فاء مفتوحة فألف فراء ، وكيفية إيقاد النار منهما ، أن يجعل العفار كالزند ، يضرب به على المرخ ، وقيل : يؤخذ منهما غصنان خضراوان ، ويسحق المرخ على العفار ، فتخرج منهما النار بإذن الله . قوله : ( أو كل شجر ) أي وقد شوهد في بعضه كالبرسيم ، إذا وضع بعضه على بعض وهو أخضر مدة ، فإنه يحرق نفسه وما حوله . قوله : ( إلا العناب ) أي ولذلك تؤخذ منه مطارق القصارين . قوله : ( والخشب ) بفتحتين وضمتين أو ضم فسكون .