Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 107-115)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَفَدَيْنَاهُ } عطف على قوله : { وَنَادَيْنَاهُ } . قوله : ( قولان ) أي وهما مبنيان على قولين آخرين : هل إسماعيل أكبر أو اسحاق ؟ فمن قال بالأول ، قال إن الذبيح اسماعيل ، ومن قال بالثاني ، قال إن الذبيح اسحاق ، واعلم أن كلاً من القولين ، قال به جماعة من الصحابة والتابعين ، لكن القول بأن الذبيح اسحاق ، أقوى في النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين ، حتى قال سعيد بن جبير : أرى إبراهيم ذبح اسحاق في المنام ، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة ، حتى أتى به المنحر بمنى ، فلما صرف الله عنه الذبح ، أمره أن يذبح به الكبش فذبحه ، وسار إلى الشام مسيرة شهر في روحة واحدة ، وطويت له الأدوية والجبال . وبقي قول ثالث ، وهو الوقف عن الجزم بأحد القولين ، وتفويض علم ذلك إلى الله تعالى . قوله : ( كبش ) { عَظِيمٍ } وقيل : إنه كان تيساً جبلياً أهبط عليه من ثبير . قوله : ( وهو الذي قربه هابيل ) أي ووصفه بالعظم ، لكونه تقبل مرتين . قوله : ( فذبحه السيد إبراهيم ) أي وبقي قرناه معلقين على الكعبة ، إلى أن احترق البيت في زمن ابن الزبير ، وما بقي من الكبش أكلته السباع والطيور ، لأن النار لا تؤثر فيما هو من الجنة . قوله : ( مكبراً ) روي أنه لما ذبحه قال جبريل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، فقال الذبيح : لا إله إلا الله والله أكبر ، فقال إبراهيم : الله أكبر ولله الحمد ، فصار سنة . قوله : ( استدل بذلك ) إلخ ، أي وهو مذهب الشافعي ، وقال مالك وأبو حنيفة : لا دليل فيها ، لأن اسحاق وقعت بعد البشارة به مرتين ، مرة بوجوده ، ومرة بنبوته ، فمعنى قوله : { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً } بشرنا بنبوة اسحاق بعد البشارة بوجوده . قوله : { مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } إما صفة لنبياً ، أو حال من ضميره . قوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا } خبر مقدم ، وقوله : { مُحْسِنٌ } إلخ ، مبتدأ مؤخر ، وفيه إشارة إلى النسب ، لا مدخل له في الهدى ولا في الضلال . قوله : { وَلَقَدْ مَنَنَّا } معطوف على ما قبله ، عطف قصة على قصة ، واللام موطئة لقسم محذوف تقديره : وعزتنا وجلالنا لقد أنعمنا إلخ ؛ وتحدث الله بالامتنان على عباده من عظيم الشرف لهم ، وقوله : ( بالنبوة ) أي المصاحبة للرسالة ، لأنهما كانا رسولين ، ولا مفهوم للنبوة ، بل أعطاهما الله تعالى نعماً جمة دينية ودنيوية ، وإنما خصها لأنها أشرف النعم . قوله : ( بني إسرائيل ) أي أولاد يعقوب . قوله : ( أي استعباد فرعون إياهما ) وسبب استيلائه عليهم : أن أصولهم قدموا مصر مع أبيهم يعقوب ليوسف حين كان ملكاً ، فاستمروا بها ، فلما ظهر فرعون وتكبر ، استعبد ذريتهم وجعلهم خدماً للقبط .