Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 116-123)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَنَصَرْنَاهُمْ } الضمير عائد على موسى وهارون وقومهما . قوله : { فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } يصح أن يكون { هُمُ } ضمير فصل أول بدلاً من الواو في كانوا ، والأول أظهر . قوله : ( وغرهما ) أي كالقصص والمواعظ . قوله : { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } أي وصلناهما للدين الحق . قوله : { سَلاَمٌ } مبتدأ خبره محذوف قدره بقوله : ( منا ) وقوله : { عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } متعلق بسلام ، والمسوغ للابتداء بالنكرة قصد التعظيم ، وعملها في الجار والمجرور بعدها . قوله : ( كما جزيناهما ) أي ما تقدم ، من الإنجاء والنصر وإيتاء الكتاب وإبقاء الثناء . قوله : { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } في مثل هذه الآيات ، ترغيب للمؤمنين ، وإشعار بأن كل مؤمن ، قابل لكل خير وصالح له . قوله : { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي الكاملين في الإيمان ، البالغين الغاية فيه . قوله : { وَإِنَّ إِلْيَاسَ } معطوف على ما قبله ، عطف قصة على قصة . قوله : ( بالهمز أوله وتركه ) أي بناء على أنها همزة قطع أو وصل ، قراءتان سبعيتان ، وسبب جواز الأمرين ، أنه اسم أعجمي استعملته العرب ، فلم تضبط فيه همزة قطع ولا وصل . قوله : { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } خبر { إِنَّ } . قوله : ( قيل هو ابن أخي هارون ) إلخ ، الصحيح أنه من ذرية هارون ، لقول محمد بن اسحاق : هو الياس بن ياسين بن فنحاص بن معيزار بن هارون بن عمران وإلياس ابن عم اليسع . قوله : ( وقيل غيره ) من جملة ذلك ، أنه هو إدريس ، وقيل هو اليسع . قوله : ( أرسل إلى قوم ببعلبك ) حاصل قصته كما قال محمد بن اسحاق وعلماء السير والأخبار : لما قبض الله عز وجل حزقيل النبي صلى الله عليه وسلم ، عظمت الأحداث في بني اسرائيل ، وظهر فيهم الفساد والشرك ، ونصبوا الأصنام وعبدوها من دون الله عز وجل ، فبعث الله إليهم إلياس نبياً ، وكانت الأنبياء يبعثون من بعد موسى عليه الصلاة والسلام في بني إسرائيل ، بتجديد ما نسوا من أحكام التوراة ، وكان يوشع لما فتح الشام ، قسمها على بني إسرائيل ، وإن سبطاً منهم حصل في قسمته بعلبك ونواحيها ، وهم الذين بعث إليهم الياس ، وعليهم يومئذ ملك اسمه أرحب ، وكان قد أضل قومه ، وجبرهم على عبادة الأصنام ، وكان له صنم من ذهب ، طوله عشرون ذراعاً ، وله أربعة وجوه ، وكان اسمه بعلاً ، وكانوا قد فتنوا به وعظموه ، وجعلوا له أربعمائة سادن ، وجعلوهم أبناءه ، وكان الشيطان يدخل في جوف بعل ، ويتكلم بشريعة الضلال ، والسدنة ، يحفظونها عنه ويبلغونها الناس ، وهم أهل بعلبك ، وكان الياس يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ، وهم لا يسمعون له ولا يؤمنون به ، إى ما كان من أمر الملك ، فإنه آمن به وصدقه ، فكان الياس يقوم بأمره ويسدده ويرشده ؛ ثم إن الملك ارتد واشتد غضبه على إلياس وقال : يا إلياس ما أرى ما تدعونا إليه إلا باطلاً ، وهم بتعذيب إلياس وقتله ، فلما أحس إلياس بالشر ، رفضه وخرج عنه هارباً ، ورجع الملك إلى عبادة بعل ، ولحق إلياس بشواهق الجبال ، فكان يأوي إلى الشعاب والكهوف ، فبقي سبع سنين على ذلك خائفاً مستخفياً ، يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر ، وهم في طلبه قد وضعوا عليه العون ، والله يستره منهم ، فلما طال الأمر على الياس ، وسئم الكمون في الجبال ، وهم في طلبه قد وضعوا عليه العيون ، والله يستره منهم ، فلما طال الأمر على الياس ، وسئم الكمون في الجبال ، وطال عصيان قومه ، وضاق بذلك ذرعاً ، دعا ربه عز وجل أن يريحه منهم ، فقيل : انظر يوم كذا وكذا ، فاخرج إلى موضع كذا فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه ، فخرج الياس ومعه اليسع ، حتى إذا كان بالموضع الذي أمر له ، إذا أقبل فرس من نار ، وقيل لونه كالنار ، حتى وقف بين يدي الياس ، حتى إذا كان بالموضع الذي أمر به ، إذا أقبل فرس من نار ، وقيل لونه كالنار ، حتى وقف بين يدي الياس ، فوثب عليه ، فانطلق به الفرس ، فناداه اليسع : يا الياس ما تأمرني . فقذف إليه الياس بكسائه من الجو الأعلى ، فكان ذلك علامة استخلافه إياه على بني اسرائيل ، وكان ذلك آخر العهد به ، ورفع الله الياس من بين أظهرهم وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، وكساه الريش ، فصار إنسياً ملكياً أرضياً سماوياً ، ونبأ الله تعالى اليسع ، وبعثه رسولاً إلى بني اسرائيل ، وأوحى الله إليه وأيده ، فآمنت به بنو اسرائيل ، وكانوا يعظمونه وحكم الله تعالى فيهم قائم ، إلى أن فارقهم اليسع ، وقد أعطى الله الياس معجزات جمة منها : تسخير الجبال له ، والأسود وغيرهما ، وأعطاه الله قوة سبعين نبياً ، وكان على صفة موسى في الغضب والقوة . روي أن الياس والخضر يصومان رمضان كل عام ببيت المقدس ، ويحضران موسم الحج كل عام ، ويفترقان على أربع كلمات : بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ، بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، وقيل في الرواية غير ذلك ، والياس موكل بالفيافي والقفار ، والخضر موكل بالبحار ، ولا يموتان إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن . وعن أنس قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كنا عند عند فج الناقة ، فسمعت صوتاً يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد ، المرحومة ، المغفور لها ، المستجاب لها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أنس انظر ما هذا الصوت ؟ فدخلت الجبل ، فإذا رجل عليه ثياب بيض ، أبيض الرأس واللحية ، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع ، فلما رآني قال : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : نعم ، قال : فارجع إليه فاقرأه السلام وقل له : هذا أخوك الياس يريد أن يلقاك ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فجاء يمشي وأنا معه ، حتى إذا كنا قريباً منه ، تقدم النبي وتأخرت أنا ، فتحدثا طويلاً ، فنزل عليهما من السماء شيء يشبه السفرة ، ودعوان فأكلت معهما ، وإذا فيها كمأة ورمان وحوت وكرسف ، فلما أكلت قمت فتنحيت ، فجاءت سحابة فحملته ، وأنا أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي قبل السماء . انتهى .