Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 12-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بَلْ عَجِبْتَ } إضراب عن الأمر بالاستفتاء كأنه قال : لا تستفتهم فإنهم جاهلون معاندون ، لا منفعة في استفتائهم ، بل انظر إلى حالك وحالهم ، والمقصود منه تسليته صلى الله عليه وسلم قوله : ( بفتح التاء ) أي ويضمها ، قراءتان سبعيتان ، وعلى الضم فالمتعجب الله تعالى ، ومعناه في حقه الغضب والمؤاخذة على حد { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ } [ آل عمران : 54 ] والمعنى يجازيهم على تكذيبهم إياك ، وقد يطلق التعجب في حق الله تعالى على الرضا والمحبة كما في الحديث : " عجب ربك من شاب ليس له صبوة " قوله : { وَ } ( هُمْ ) { يَسْتَسْخِرُونَ } ( من تعجبك ) أي أو من تعجبي ، أي غضبي عليهم ومجازاتي لهم على كفرهم . قوله : ( لا يتعظون ) أي لقيام الغفلة بهم . قوله : { أَءِذَا مِتْنَا } إلخ ، أصل الكلام : أنبعث إذا متنا ، وكنا تراباً وعظاماً ؟ قدموا الظرف ، وكرروا الهمزة ، وأخروا العامل ، وعدلوا به إلى الجملة الاسمية ، لقصد الدوام والاستمرار ، إشعاراً بأنهم مبالغون في الإنكار . قوله : ( وادخال ألف بينهما ) أي وتركه ، فالقراءات أربع في كل موضع ، وبقي قراءتان سبعيتان أيضا : الأول بألفين ، والثانية بواحدة ، والعكس ، وبسط تلك القراءات يعلم من كتبها . قوله : ( وبفتحها ) أي والقراءتان سبعيتان هنا ، وفي الواقعة ، وتقدم في الأعراف { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } [ الأعراف : 98 ] . قوله : ( للاستفهام ) أي الإنكاري . قوله : ( أو الضمير في لمبعوثون ) أي على القراءة الثانية ، فيكون مبعوثون عاملاً فيه أيضاً ، إن قلت : إن ما بعد همزة الاستفهام ، لا يعمل فيه ما قبلها ، فكان الأولى أن يجعل مبتدأ خبره محذوف تقديره أو آباءنا يبعثون . أجيب : بأنها مؤكدة للأولى ، لا مقصودة بالاستقبال ، فالعبرة بتقديم المؤكد لا المؤكد . قوله : ( والفاصل ) أي بين المعطوف عليه ، وهو ضمير الرفع المستتر ، وبين المعطوف وهو { آبَآؤُنَا } ، فتحصل أنه على قراءة سكون الواو ، ويتعين العطف على محل إن واسمها لا غير ، وعلى قراءة فتحها يجوز هذا الوجه ، ويجوز كونه معطوفاً على الضمير المستتر في { لَمَبْعُوثُونَ } ويكفي الفصل بهمزة الاستفهام ، على حد قول ابن مالك ، أو فاصل ما . قوله : { وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } الجملة حالية ، والعامل فيها معنى { نَعَمْ } كأنه قيل ( تبعثون ) والحال أنكم صاغرون لخروجهم من قبورهم ، حاملين أوزارهم على ظهورهم .