Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 147-154)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَوْ يَزِيدُونَ } جعل المفسر { أَوْ } للإضراب بمعنى بل ، ويصح أن تكون للشك بالنسبة للمخاطبين ، أي أن الرائي يشك عند رؤيتهم ، أو للإبهام بمعنى أن اببه أبهم أمرهم ، أو الإباحة ، أو التخيير بمعنى أن الناظر يباح له ، أو بخير بين أن يحذرهم بكذا أو كذا . قوله : ( عند معاينة العذاب ) أي عند حضور أمارته ، ولذا نفعهم إيمانهم ، وأما مثل فرعون ، فلم يؤمن إلا بعد حصول العذاب بالفعل ، وأيضاً قوم يونس ، أخلصوا في إيمانهم ، وفرعون لم يخلص ، وإنما إيمانه عند الغرغرة لدفع الشدة ، ولو ردوا لعادوا . قوله : ( بما لهم ) بفتح اللام ، أي بالذي ثبت لهم من النعم ، وتقدم بسط قصة يونس في سورة يونس ، فراجعها إن شئت . قوله : { فَٱسْتَفْتِهِمْ } الفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره : إذا علمت ما علمت ما تقدم للأمم من شركهم ومختلفتهم لأنبيائهم فاستفتهم ، أي اطلب من أهل مكة الخبر ، لأجل توبيخهم وإقامة الحجة عليهم . قوله : ( توبيخاً لهم ) أي فليس الاستفتاء على سبيل الاستعلام والإفادة ، بل هو على سبيل التقريع والتوبيخ لهم . قوله : { أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } أي ألهذه القسمة الجائرة وجه ؟ فإنهم كفروا من وجهين : الأول : نسبة الولد لله سبحانه وتعالى من حيث هو . الثاني : كونه خصوص الأنثى فإنهم لا يرضون بنسبتها لأنفسهم ، بل إما أن يمسكوها على الهوان ، أو يدفنوها حية ، فكيف يرضونها لله عز وجل ، ويختصون بالبنين ؟ قوله : ( فيختصون بالأسنى ) أي الأشرف وهو الذكور وفي نسخة بالأبناء . قوله : { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً } { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة ، فهو إضراب عما زعموا ، ورد عليهم ، وهذا بمعنى قوله تعالى : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } [ الزخرف : 19 ] الآية . قوله : { وَهُمْ شَاهِدُونَ } الجملة حالية ، أي والحال أنهم معاينون لخلقهم . قوله : { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ } استئناف لبيان إبطال ما هم عليه ، كأنه قيل : ليس لهم مستند ، إلا الكذب الصريح والافتراء القبيح . قوله : { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون } فيه أي في قولهم : الملائكة بنات الله . قوله : ( واستغنى بها ) أي بهمزة الاستفهام في التوصل للنطق بالساكن ، والاستفهام للتوبيخ والتقريع . قوله : { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } أي أي شيء ثبت واستقر لكم ، من حكمكم بهذا الحكم الجائر ، حيث تثبتون أخس الجنسين في زعمكم لله سبحانه وتعالى ؟ قوله : ( بإدغام التاء في الذال ) أو بتاء واحدة من غير إدغام ، قراءتان سبعيتان .