Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 155-164)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } انتقال من توبيخهم إلى إلزامهم الحجة بما لا وجود له ، ولا يقدرون على اثباته . قوله : ( التوراة ) الصواب اسقاطه لأن الخطاب مع المشركين ، والتوراة ليس لهم . قوله : { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ } التفات من الخطاب للغيبة ، اشارة إلى أنهم يعبدون من رحمة الله ، وليسوا أهلاً لخطابه . قوله : ( لاجتنانهم عن الأبصار ) أي استتارهم عنها . قوله : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ } هذا زيادة في تبكيتهم وتكذيبهم كأنه قيل : هؤلاء الملائكة الذين عطمتموهم وجعلتموهم بنات الله أعلم بحالكم ، وما يؤول إليه أمركم ويحكمون بتعذيبكم ، على سبيل التأبيد . قوله : { سُبْحَانَ } إلخ ، هذا من كلام الملائكة ، تنزيه لله تعالى عما وصفه به المشركون بعد تكذيبهم له ، فكأنه قيل : ولقد علمت الملائكة أن المشركين لمعذبون بقولهم ذلك ، وقالوا سبحان الله عما يصفونه به ، ولكن عباد الله المخلصين الذين نحن من جملتهم ، برآء من هذا الوصف ، وقوله : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } تعليل وتحقيق لبراءة المخلصين ، ببيان عجزهم عن اغوائهم . قوله : ( استثناء منقطع ) أي من الواو في { يَصِفُونَ } وهو في قوة الاستدراك ، دفع به ما يتوهم ثبوته أو نفيه ، كأنه قال : تنزه الله عن وصف الكفار له تعالى ، وأما وصف المؤمنين المخلصين له فلا يتنزه عنه ، لأنهم لا يصفونه تعالى إلا بالكمالات . قوله : ( أي على معبودكم ) أشار بذلك إلى أن الضمير في ( عليه ) عائد على { مَآ } وعلى هذا ، فالواو للمعية ، و { مَآ } مفعول معه ساد مسد خبر إن . قوله : { بِفَاتِنِينَ } مفعوله محذوف قدره المفسر بقوله : ( أحداً ) والمعنى : إنكم مع معبودكم ، لستم بمفسدين أحداً ، إلا من سبقت له الشقاوة في علم الله . قوله : ( إلا من هو صال الجحيم ) استثناء من المفعول الذي قدره المفسر ، و ( صال ) مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوف لالتقاء الساكنين ، فهو معتل كقاض . قوله : ( في علم الله تعالى ) أي من علم الله أنه من أهل الجحيم ، فإنه يميل إلى الكفر وأهله . قوله : { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } هذا حكاية عن اعتراف الملائكة بالعبودية رداً على عبدتهم والمعنى : ليس منا أحد ، إلا له مقام معلوم في المعرفة والعبادة ، وامتثال ما يأمرنا الله تعالى به . قال ابن عباس : ما في السماوات موضع شبر ، إلا وعليه ملك يصلي ويسبح ، وقيل : إن هذه الثلاث آيات ، نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ، فتأخر جبريل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أهنا تفارقني ؟ فقال جبريل : ما أستطيع أن أتقدم عن مكاني هذا ، وأنزل الله تعالى حكاية عن الملائكة { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } الآيات ، وفي الحديث : " ما في السماوات موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم " قوله : ( أحد ) قدره إشارة إلى أن في الآية حذف الموصوف وابقاء صفته وهو مبتدأ ، والخبر جملة قوله : { إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } والتقدير : ما أحد منا إلا له مقام معلوم . قوله : ( أقدامنا في الصلاة ) أشار بذلك إلى أن المفعول محذوف . قوله : ( مخففة من الثقيلة ) أي واللام فارقة ، والمعنى : أن قريشاً كانت تقول قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم : لو أن لنا كتاباً مثل كتاب الأولين ، لأخلصنا العبادة لله تعالى ، وهذا نظير قوله تعالى : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } [ فاطر : 42 ] .