Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 60-64)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِمِثْلِ هَـٰذَا } أي لا للحظوظ الدنيوية الفانية التي تزول ولا تبقى . قوله : { فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } أي ليجتهد المجتهدون في الأعمال الصالحة ، فإن جزاءها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فإذا كان كذلك ، فلو أفنى الإنسان عمره في خدمة ربه ، ولم يشتغل بشيء سواها ، لكان ذلك قليلاً بالنسبة لما يلقاه من النعيم الدائم ، جعلنا الله من أهله بمنه وكرمه . قوله : ( قيل يقال لهم ذلك ) أي ما ذكر من الجملتين من قبل الله تعالى ، وقوله : ( وقيل هم يقولونه ) أي يقول بعضهم لبعض ، ويبعد كلاً من الاحتمالين . قوله : { فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } فإن العمل والترغيب فيه ، إنما يكون في الدنيا ، فالأولى أنه جملة مستأنفة من كلام الله تعالى ، ترغيباً للمكلفين في عمل الطاعات . قوله : { أَذَلِكَ } معمول لمحذوف تقديره : قل يا محمد لقومك ، على سبيل التوبيخ والتبكيت { أَذَلِكَ خَيْرٌ } إلخ . قوله : ( المذكور لهم ) أي لأهل الجنة من قوله : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } [ الصافات : 41 ] إلخ ، قوله : { نُّزُلاً } تمييز لخير ، وقوله : { أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } حرف عطف ، و { شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } معطوف على اسم الإشارة ، وهو مبتدأ حذف خبره لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير أم شجرة الزقوم خير نزلاً . والتعبير بخير ، و { نُّزُلاً } تهكم بهم وللمشاكلة . قوله : { أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } من التزقم ، وهو البلع بشدة وإكراه للأشياء الكريهة ، سميت بذلك ، لأم أهل النار يكرهون على الأكل منها ، وهي شجرة مسمومة ، متى مست جسد أحد تورم فمات ، وهي خبيثة مرة كريهة الطعم . قوله : ( وهي من أخبث الشجر ) أي وهي صغيرة الورق منتنة . قوله : { إِنَّا جَعَلْنَاهَا } أي بسبب إخبار الله تعالى بذلك . قوله : { فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } أي امتحاناً واختباراً ، هل يصدقون أم لا ؟ قوله : ( إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته ) أي ولم يعلموا أن القادر لا يعجزه شيء . قوله : { تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } أي تنبت في أسفلها . قوله : ( إلى دركاتها ) أي منازلها ، وذلك نظير شجرة طوبى لأهل الجنة ، فإن أصلها في عليين ، وما من بيت في الجنة إلا وفيه غصن منها .