Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 75-82)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } شروع في تفصيل ما أجمله في قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } [ الصافات : 72 ] وقد ذكر في هذه السورة سبع قصص : قصة نوح ، وقصة إبراهيم ، وقصة الذبيح ، وقصة موسى وهارون ، وقصة الياس ، وقصة لوط ، وقصة يونس ، وذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم وتحذير لمن كفر من أمته . قوله : ( ربي إني مغلوب ) أي مقهور ، وقوله : ( فانتصر ) أي انتقم منهم . قوله : { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } الواو للتعظيم ، وقوله : ( نحن ) هو المخصوص بالمدح . قوله : { وَأَهْلَهُ } أي من آمن به ، ومنهم زوجته المؤمنة وأولاده الثلاثة وزوجاتهم . قوله : ( فالناس كلهم من نسله ) هذا هو المعتمد ، وقيل كان لغير ولد نوح أيضاً نسل . قوله : ( سام ) إلخ ، الثلاثة بمنع الصرف للعلمية والعجمة وفارس ، كذلك للعلمية والتأنيث ، لأنه علم على قبيلة . قوله : ( والخزر ) بفتح الخاء والزاي بعدهما راء مهملة ، وهكذا في النسخ الصحيحة وهو الصواب ، وفي بعض النسخ : والخزرج ، وهو تحريف فاحش ، لأن الخزرج من جملة العرب ، والخزر صنف من الترك صغار الأعين ، يعرفون الآن بالطرر . قوله : ( وما هنالك ) أي وهم قوم عند يأجوج ومأجوج ، إذا طلعت عليهم الشمس ، ودخلوا في أسراب لهم تحت الأرض ، فإذا زالت عنهم ، خرجوا إلى معايشهم وحروثهم ، وقيل : هم قوم عراة ، يفرش بعضهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى . قوله : ( ثناء حسناً ) قدره إشارة إلى أن مفعول { تَرَكْنَا } محذوف ، وقوله : { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ } كلام مستقل انشاء ، ثناء من الله تعالى عن نوح ، فالأول ثناء الخلق ، والثاني ثناء الخالق ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يمسي : سلام على نوح في العالمين ، لم تلدغه عقرب " قوله : { ٱلْعَالَمِينَ } متعلق بما تعلق به الجار قبله ، والمراد بالعالمين الملائكة والثقلان . قوله : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } تعليل لما فعل بنوح من الكرامة ، في إجابة دعائه ، وإبقاء ذريته ، وذكر الجميل ، وتسليم الله عليه في العالمين ، أي فهذا الجزاء سنتنا في كل من اتصف بالإحسان كنوح . قوله : { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } علة لكونه محسناً ، وفيه إجلال لشأن الإيمان ، وإظهار لفضله ، وترغيب في تحصيله والثبات عليه والازدياد منه . قوله : { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } معطوف على { نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } فالترتيب حقيقي ، لأن نجاتهم بركوب السفينة ، حصلت قبل غرق الباقين فتدبر .