Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 83-98)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } إلخ عطف على قوله : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } عطف قصة على قصة . قوله : ( أي ممن اتبعه ) إلخ ، أي فالشيعة الأتباع والحزب . قوله : ( في أصل الدين ) أي وإن اختلفت فروع شرائعهما ، فالأتباع في أصول الدين وهو التوحيد ، لا في الفروع كالصلاة مثلاً . قوله : ( وإن طال الزمان ) إلخ ، الجملة حالية ، والمعنى أنه من أتباعه على عهده ، والحال أن الزمان طال بينهما ، فطول المدة لم ينسه العهد . قوله : ( وهو ألفان ) إلخ ، هذا أحد قولين ، والآخر أن بينهما ألف سنة ومائة واثنتين وأربعين سنة . قوله : ( وكان بينهما هود وصالح ) أي وكان قبل نوح ثلاثة : إدريس وشيت وآدم ، فجملة من قبل إبراهيم من الأنبياء ستة . قوله : { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ } إلخ ، معنى مجيئه توجهه بقلبه مخلصاً لربه ، وفي الكلام استعارة تبعية تقريرها أن تقول : شبه إقباله على ربه مخلصاً قلبه بمجيئه بتحفة جميلة ، والجامه بينهما طلب الفوز بالرضا ، واشتق من المجيء جاء بمعنى أقبل بقلبه . قوله : ( أي تابعه وقت مجيئه ) أشار بذلك إلى أن الظرف متعلق بمحذوف دل عليه قوله : { شِيعَتِهِ } ويصح جعله متعلقاً بشيعته ، لما فيها من معنى المشايعة ، لكن فيه أنه يلزم عليه الفصل بينه وبين معموله بأجنبي وهو قوله : { لإِبْرَاهِيمَ } وأيضاً يلزم عليه عمل ما قبل اللام الابتدائية فيما بعدها ، وأجيب : بأنه يتوسع في الظروف ، ما لا يتوسع في غيرها . قوله : ( من الشك وغيره ) أي من الآفات والعلائق التي تشغل القلب عن شهود الرب تعالى . قوله : { لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } تقدم الخلاف في كونه أبا حقيقة أو عمه ، وإنما عبر بالأب ، لأن العم أب ، والمراد بقومه النمروذ وجماعته . قوله : ( في همزتيه ما تقدم ) أي وهو تحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بألف بينهما وتركها . قوله : ( وإفكاً مفعول له ) أي وقدم على المفعول به ، لأجل التقبيح عليهم بأنهم على إفك وباطل . قوله : ( أي تعبدون غير الله ) كان عليه أن يزيد قوله لأجل الافك ، ليوفي بالمفعول لأجله . قوله : ( إذا عبدتم غيره ) أي وقت عبادتكم غيره . قوله : ( أن يترككم بلا عقاب ) معمول للظن ، والمعنى : أي سبب حملكم على ظنكم أنه تعالى يترككم بلا عقاب حين عبدتم غيره ، وأشار بقوله : ( لا ) إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي ليس لكم سبب ولا عذر ، يحملكم على الظن المذكور ، إذا انتفى السبب ، انتفى المسبب بالأولى . قوله : ( وكانوا نجَّامين ) ذكر هذا توطئة لقوه تعالى : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } . قوله : ( فخرجوا إلى عيد لهم ) أي وكانوا في قرية بين البصرة والكوفة يقال لها هرمز . قوله : ( زعموا التبرك عليه ) أي أنها تتنزل عليه البركة . قوله : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } أي في علم النجوم ، متفكراً في أمر يعذرونه بسببه فيتركونه قوله : ( أي سأسقم ) جواب عما يقال : كيف قال : { إِنِّي سَقِيمٌ } والحال أنه لم يكن سقيماً ؟ وأجيب أيضاً : بأن المعنى سقيم القلب ، من عبادتكم ما لا يضر ولا ينفع ، وقد أشار بقوله : { إِنِّي سَقِيمٌ } إلى سقم مخصوص وهو الطاعون ، وكان الطاعون أغلب الأسقام عليهم ، وكانوا يخافون منه العدوى ، فتفرقوا عن إبراهيم خوفاً منها ، فهربوا إلى عيدهم ، وتركوه في بيت الأصنام ، قوله : ( وهي الأصنام ) أي وكانت اثنين وسبعين صنماً ، بعضها من حجر ، وبعضها من خشب ، وبعضها من ذهبن وبعضها من فضة ، وبعضها من نحاس ، وبعضها من حديد ، وبعضها من رصاص ، وكان كبيرها من ذهب مكللاً بالجواهر ، وكان في عينيه ياقوتتان تتقدان نوراً . قوله : وعندها الطعام ) الجملة حالية . قوله : { فَقَالَ } ( استهزاء بهم ) إن قلت : أي فائدة في خطاب ما لا يعقل ؟ أجيب : بأنه لعل عنده من يسمع كلامه من خدمتها أو غيرهم . قوله : { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } أي مال في خفية ، من قولهم : راغ الثعلب روغاناً : تردد وأخذ الشيء خفية . قوله : ( بالقوة ) أي القدرة . قوله : { فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ } مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله : ( فبلغ قومه ) إلخ . قوله : { يَزِفُّونَ } بكسر الزاي مع فتح الياء أو ضمها قراءتان سبعيتان . قوله : ( فقالوا نحن نعبدها ) إلخ ، أي بعد ما سألوه وأجابهم ، فلما تحققوا أنه هو الذي كسرها قالوا : ( نحن نعبدها ) إلخ ، وقد تقدم بسط ذلك في الأنبياء . قوله : ( موبخاً ) أي على ما وقع منهم ، ولا تضر ولا تنفع . قوله : ( وما مصدرية ) إلخ ، ذكر فيها ثلاثة أوجه ، وبقي اثنان كونها استفهامية ، والمعنى : وأي شيء تعلمونه وكونها نافية ؟ والمعنى : ليس العمل في الحقيقة لكم ، وإنما هو لله تعالى . قوله : { بُنْيَاناً } قيل بنوا له حائطاً من الحجر ، طوله في السماء ثلاثون ذراعاً ، وعرضه عشرون ذراعاً ، وملأوه من الحطب ، وأوقدوا عليه النار ، ثم تحيروا في كيفية رميه ، فعلمهم إبليس المنجنيق ، فصنعوه ووضعوه فيه ورموه فيها ، فصارت عليه برداً وسلاماً . قوله : ( وأضرموه بالنار ) أي أوقدوه بها . قوله : ( النار الشديدة ) أي فكل نار بعضها فوق بعض تسمى جحيماً من الجحمة ، وهي شدة التأجج . قوله : ( المقعورين ) أي بإبطال كيدهم ، حيث جعلت عليه برداً وسلاماً .