Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 26-32)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ } يحتمل أنه كلام مستأنف ، بيان للزلفى في قوله : { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ } يحتمل أن مقول القول محذوف معطوف على قوله : { فَغَفَرْنَا لَهُ } كأنه قيل : فغفرنا له وقلنا يا داود إلخ ، وفي هذه الآية دليل على أن خلافته التي كانت قبل الفتنة ، باقية مستمرة بعد التوبة . قوله : ( تدبر أمر الناس ) أي لكونك ملكاً وسلطاناً عليهم ، فقد جمع لداود بين النبوة والسلطنة ، وكان فيمن قبله النبوة مع شخص والسلطنة مع آخر ، فيحكم للسلطان بما يأمره به النبي . قوله : { لنَّاسِ بِٱلْحَقِّ } أي العدل ، لأن الأحكام إذا كانت موافقة لما أمر الله به ، صلحت الخلق واستقام نظامهم ، بخلاف ما إذا كانت موافقة لهوى النفس ، فإن ذلك يؤدي إلى فساد النظام ، ووقوع الهرج والمرج المؤدي للهلاك ، وهو معنى قولهم : العدل إذا دام عمر ، والظلم إن دام دمر . قوله : { وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ } المقصود من نهيه اعلام أمته بأنه معصوم ، ولتتبعه فيما أمر به ، لأنه إذا كان هذا الخطاب للمعصوم فيغيره أولى . قوله : { فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } بالنصب في جواب النهي ، وهو أولى من جعله مجزوماً عطفاً على النهي ، وفتح للتخلص من التقاء الساكنين . قوله : ( أي عن الدلائل الدالة على توحيده ) إنما فسر السبيل بذلك وإن كان شاملاً لفروع الدين الموصلة إلى الله تعالى ، ليوافق قوله : { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ } إلخ . قوله : ( بنسيانهم ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية والباء سببية ، وقوله : { يَوْمَ ٱلْحِسَابِ } إما ظرف لقوله : { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ } أو مفعول لنسوا . قوله : ( المرتب عليه ) إلخ ، أي فالسبب الحقيقي في حصول العذاب لهم ، هو ترك الإيمان ، ونسيان يوم الحساب سبب في ترك الإيمان ، فاكتفى بذكر السبب . قوله : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ } إلخ ، استئناف لتقرير ما قبله من البعث والحساب . قوله : { بَاطِلاً } نعت لمصدر محذوف ، أي خلقنا باطلاً ، أو حال من ضمير الخلق . قوله : { ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي مظنونهم . قوله : { فَوَيْلٌ } هو في الأصل معناه الهلاك ، أي هلاك ودمار للذين كفروا ، وعبر بالظاهر تقبيحاً عليهم ، واشارة إلى أن مظنهم إنما نشأ من أجل كفرهم . قوله : { أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } إلخ { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة ، وهو إضراب انتقالي من أمر البعث والحساب ، إلى بيان عدم استواء المؤمنين والكافرين في العواقب ، وهو نظير قوله تعالى : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [ الجاثية : 21 ] الآية . قوله : { أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ } إلخ ، تنويع آخر في الإضراب ، والمعنى واحد . قوله : ( بمعنى همزة الإنكار ) أي مع بل التي للإضراب . قوله : ( خبر مبتدأ محذوف ) أي و { أَنزَلْنَاهُ } صفة { كِتَابٌ } و { مُبَارَكٌ } خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر ثان لا صفة ثانية للكتاب ، لأنه يلزم عليه الوصف بالجملة قبل الوصف بالمفرد ، وفيه خلاف . قوله : ( ينظروا في معانيها ) أي يتأملوا فيها ، فيزدادوا معرفة ونوراً على حسب مشاربهم ، فإن التالين للقرآن على مراتب ، فالعامة يقرؤونه مرتلاً مجوداً مراعي بعض معانيه على حسب الطاقة ، والخاصة يقرؤونه ملاحظين أنهم في حضرة الله تعالى يقرؤون كلامه عليه ، وخاصة الخاصة يقرؤون فانين عن أنفسهم مشاهدين أن لسانهم ترجمان عن الله تعالى ، رضي الله عنهم وعنا بهم . قوله : { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بالذكر . قوله : { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ } أي من المرأة التي أخذها من أوريا ، وكان سنه إذ ذاك سبعين سنة . قوله : ( أي سليمان ) تفسير للمخصوص بالمدح . قوله : { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ } ظرف لمحذوف تقديره : اذكر يا محمد لقومك وقت أن عرض إلخ ، والمعنى اذكر القصة الواقعة في ذلك الوقت . قوله : ( ما بعد الزوال ) أي إلى الغروب . قوله : ( وهي القائمة ) أي الواقفة على ثلاثة قوائم . قوله : ( على طرف الحافر ) أي من رجل أو يد . قوله : ( وهو من صفن ) أي مأخوذ منه ، والصافن من الآدميين الذي يصف قدميه ويقرن بينهما ، وجمعه صفون . قوله : ( جمع جواد ) وقيل : جمع جيد يطلق على كل من الذكر والأنثى ، مأخوذ من الجودة أو الجيد وهو العنق ، والمعنى طويلة العنق لفراهتها . قوله : ( المعنى ) أي معنى الصافنات الجياد . قوله : ( وكان ألف فرس ) روي أنه غزا أهل دمشق ونصيبين وأصاب منهم ألف فرس ، وقيل : أصابها أبوه من العمالقة فوضع يده عليها لبيت المال ، وقيل : خرجت له من البحر ولها أجنحة . قوله : ( لإرادة الجهاد ) أي ليختبرها . قوله : { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ } إلخ ، أي على وجه الاعتذار عما صدر منه وندماً عليه ، وضمن أحببت معنى آثرت فعداه بعن . قوله : ( أي الخليل ) إنما سماها خيراً لتعلق الخير بها لما في الحديث : " الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة " قوله : { بِٱلْحِجَابِ } أي وهو جبل دون جبل ق بمسيرة سنة تغرب من ورائه .