Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 37-41)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كُلَّ بَنَّآءٍ } بدل من الشياطين . عطف على { وَآخَرِينَ } عطف على { كُلَّ بَنَّآءٍ } وذلك أن سليمان قسم الشياطين إلى عملة ، استخدمهم في الأعمال الشاقة من البناء والغوص ونحو ذلك ، وإلى مقرنين في السلاسل كالمردة والعتاة . قوله : ( القيود ) من المعلوم أن القيد يكون في الرجل ، فلا يلتئم مع قوله : ( بجمع أيديهم ) إلخ ، فلو فسر الأصفاد بالأغلال لكان أولى ، لأنها تطلق عليها ، كما تطلق على القيود . قوله : ( وقلنا له ) { هَـٰذَا } أي هذا الملك عطاؤنا . قوله : { بِغَيْرِ حِسَابٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها أنه متعلق بعطاؤنا ، أي أعطيناك بغير حساب وبغير حصر . الثاني أنه حال من عطاؤنا ، أي في حال كون عطائنا غير محاسب عليه . والثالث أنه متعلق بامنن أو امسك ، والمعنى أعط من شئت ، وامنع من شئت ، لا حساب عليك في إعطاء ولا منع . قال الحسن : ما أنعم الله نعمة على أحد ، وإلا عليه فيها تبعة ، إلا سليمان ، فإنه إن أعطى أجر ، وإن لم يعط لم يكن عليه تبعة . قوله : { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ } أي زيادة خير في الدنيا والآخرة . قوله : { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ } عطف على قوله : { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ } [ ص : 17 ] عطف قصة على قصة ، وليس معطوفة على قصة سليمان ، لأن لكمال الاتصال بينه وبين أبيه ، لم يصدر في قصته بقوله واذكر عبدنا سليمان مثلاً ، بل كانا كأنهما قصة واحدة ، وتقدم لنا في الأنبياء ، أن أيوب بن أموص بن رازح بن روم بن رعيل بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، وقيل : إنه ابن عيصو بن اسحاق ، وقيل : وهو ابن أموص بن رعيل بن عيص بن إسحاق ، وتقدمت قصته مفصلة في سورة الأنبياء . قوله : { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } بدل من { عَبْدَنَآ } أو عطف بيان له . قوله : { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ } أي حين ابتلي بفقد ماله وولده وتمزيق جسده ، وهجر جميع الناس له إلا زوجته ، وكانت مدة بلائه ثلاث سنين ، وقيل سبعاً ، وقيل عشراً ، وقيل ثماني عشرة . قوله : { بِنُصْبٍ } بضم فسكون ، التعب والمشقة ، وقوله : { وَعَذَابٍ } عطف سبب على مسبب . قوله : ( تأدباً معه تعالى ) أي لأن الشيطان هو السبب في ذلك ، لأنه نفخ في أنفه ، فمرض جسده ظاهراً وباطناً ، إلا قلبه ولسانه . قوله : ( وقيل له ) أي حين رجا وقت شفائه . قوله : ( فنبعت عين ماء ) ظاهره أنها عين واحدة ، وهو أحد قولين ، وقيل : كانتا عينين بأرض الشام في أرض الجابية ، فاغتسل من إحداهما ، فأذهب الله تعالى ظاهر دائه ، وشرب من الأخرى ، فأذهب الله باطن دائه ، وكانت إحدى العينين حارة ، والأخرى باردة ، فاغتسل من الحارة ، وشرب من الأخرى .