Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 10-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ يٰعِبَادِ } إلخ ، أمر الله سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوامر لنفسه ولأمته ، زيادة في الحث لهم على التجرد لطاعة الله تعالى ، واجتناب الشكوك والأوهام . قوله : قوله : ( بأن تطيعوه ) أي تتمثلوا أوامره وتجتنبوا نواهيه ، وهو تفسير للتقوى التي هي جعل العبد بينه وبين العذاب وقاية . قوله : { لِلَّذِينَ } خبر مقدم و { أَحْسَنُواْ } صلته ، و { فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا } متعلق بأحسنوا ، { حَسَنَةٌ } مبتدأ مؤخر . قوله : ( هي الجنة ) أي بجميع ما فيها من النعيم المقيم ، فهي بمعنى قوله تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] . قوله : { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } جملة من مبتدأ وخبر ، وهي حالية . قوله : ( فهاجروا إليها ) إلخ ، أشار بذلك إلى أن المراد بالأرض أرض الدنيا ، والمعنى : من تعسرت عليه التقوى في محل ، فليهاجر إلى محل آخر يتمكن فيه من ذلك ، إذ لا عذر في التفريط أصلاً ، وكانت الهجرة قبل فتح مكة شرطاً في صحة الإسلام ، فلما فتحت مكة نسخ كونه شرطاً ، وصارت تعتريها الأحكام ، فتارة تكون واجبة ، كما إذ هاجر من أرض لا أخيار بها ، لأرض بها أخيار ، يجتمع عليهم للإرشاد ، وتكون مكروهة ، كما إذا هاجر من أرض بها الأخيار وأهل العلم والصلاح ، لأرض لا أخيار بها ولا علم ولا عمل ، وتارة تكون محرمة ، كما إذا هاجر من أرض يأمن فيها على دينه ، لأرض لا يأمن فيها عليه . قوله : { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ } هذا ترغيب في التقوى المأمور بها . قوله : ( على الطاعات ) أي أو عن المعاصي . قوله : ( وما يبتلون ) أي ومن جملته مفارقة الوطن المأمور بها في قوله : { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } . قوله : { بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي لما ورد : " تنصب الموازين يوم القيامة لأهل الصلاة والصدقة والحج ؛ فيوفون بها أجورهم ، ولا تنصب لأهل البلاء ، بل يصب عليهم الأجر صباً حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا ، أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل " . قوله : { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } إلخ ، الحكمة في هذا الأخبار ، اعلام الأمة بأن يتصفوا به ويلزموه ، فإن العادة أن المتصف بخلق ، ثم يأمر به ، أو يعرض بالأمر به ويؤثر في غيره كما قيل : حال رجل في ألف رجل ، أنفع من حال ألف رجل في رجل . قوله : ( من هذه الأمة ) جواب عما يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أول المسلمين مطلقاً : فأجاب : بأن الأولية بحسب سبق الدعوة . قوله : { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ } سبب نزولها : أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا الذي أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك وجدك وقومك فتأخذ بها ؟ فنزلت ، فالمقصود منها زجر الغير عن المعاصي ، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا كان خائفاً مع كمال طهارته وعصمته ، فغيره أولى ، وذلك سنة الأنبياء والصالحين ، حيث يخبرون غيرهم بما هم متصفون به ليكونوا مثلهم ، لا الملوك والمتجبرين ، حيث يأمرون غيرهم بما لم يتصفوا به . قوله : ( فيه تهديد لهم ) أي من حيث الأمر . قوله : ( وإيذان ) أي إعلام .