Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 15-17)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } خبر . { إِنَّ } . قوله : { وَأَهْلِيهِمْ } أي أزواجهم وخدمهم يوم القيامة ، لما ورد : أن الله تعالى جعل لكل إنسان منزلاً وأهلاً في الجنة ، فمن عمل بطاعة الله ، كان ذلك المنزل والأهل له ، ومن عمل بمعصية الله دخل النار ، وكان ذلك المنزل والأهل لغيره ممن عمل بطاعة الله ، فخسر نفسه وأهله ومنزله ، وقيل : المراد أهلهم في الدنيا ، لأنهم إن كانوا من أهل النار ، فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم ، وإن كانوا من أهل الجنة ، فقد ذهبوا عنهم ذهاباً لا رجوع بعده . قوله : { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي حين يدخلون النار . قوله : ( بتخليد الأنفس ) راجع لقوله : { أَنفُسَهُمْ } . قوله : ( بعد وصولهم إلى الحور العين ) إلخ ، راجع لقوله : { وَأَهْلِيهِمْ } على سبيل اللف والنشر والمرتب . قوله : { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي الذي لا خفاء فيه ، وتصدير الجملة بأداة التنبيه ، إشارة إلى فظاعته وشناعته . قوله : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ } { لَهُمْ } خبر مقدم ، و { ظُلَلٌ } مبتدأ مؤخر ، و { مِّن فَوْقِهِمْ } حال . قوله : ( طباق ) أي قطع كبار ، وإطلاق الظلل عليها تهكم ، وإلا فهي محرقة ، والظلة تقي من الحر . قوله : { وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } أي ولغيرهم وإن كان فراشاً لهم ، لأن النار دركات ، فما كان فراشاً لجماعة ، يكون ظلة لآخرين . قوله : { ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ } أي فالحكمة في ذكر أحوال أهل النار ، تخويف المؤمنين منها ليتقوها بطاعة ربهم . قوله : ( يدل عليه ) أي على الوصف المقدر وهو قوله : ( المؤمنين ) . قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ } إلخ ، قيل : نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان وعبد الرحمن ابن عوف وسعد وسعيد وطلحة والزبير رضي الله عنهم ، سألوا أبا بكر رضي الله عنه ، فأخبرهم بإيمانه فآمنوا . قوله : ( الأوثان ) هذا أحد أقوال في تفسيره ، وقيل هو الشيطان ، وقيل : كل ما عبد من دون الله تعالى ، وقيل : غير ذلك . قوله : { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } ( بالجنة ) أي على ألسنة الرسل ، أو على ألسنة الملائكة ، عند حضور الموت ، وفي الحقيقة البشرى تحصل لهم في الدنيا ، بالثناء عليهم بصالح أعمالهم ، وعند الموت وعند الوضع في القبر , وعند الخروج من القبور ، وعند الوقوف للحساب ، وعند المرور على الصراط ، ففي كل موقف من هذه المواقف ، تحصل لهم البشارة بالروح والريحان . قوله : { فَبَشِّرْ عِبَادِ } أي الموصوفين باجتناب الوثان ، والإثابة إلى الله تعالى ، والإضافة لتشريف المضاف .