Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 18-21)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } قيل : المراد يسمعون الحسن والقبيح ، فيتحدثون بالحسن ويكفون عن القبيح ، وقيل : يسمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن ، وقيل : يسمعون القرآن وأقوال الرسول ، فيتبعون المحكم ويعملون به ، ويتركون المتشابه ويفوضون علمه لله تعالى ، وقيل : يسمعون العزيمة والرخصة ، فيأخذون العزيمة ويتركون الرخصة ، وكل صحيح . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ } أي الموصوفون بتلك الأوصاف . قوله : { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } إلخ ، يحتمل أن ما شرطية ، وجوابها قوله : { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } كما قال المفسر ، وأعيدت الهمزة لتأكيد معنى الإنكار ولطول الكلام ، وأقيم الظاهر مقام المضمر ، أي أفأنت تنقذه ، ويحتمل أنها موصولة مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره أنت لا تنفعه فجملة قوله : { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } مستقلة مؤكدة لما قبلها ، وهذه الآية نزلت في حق أبي لهب وولده ، ومن تخلف من عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ، وقد كان حريصاً على إيمانهم . قوله : ( والهمزة ) أي الأولى والثانية توكيد لها . قوله : ( للإنكار ) أي الاستفهام الإنكاري . قوله : ( والمعنى لا تقدر على هدايته ) إلخ ، أشار بهذه إلى أن قوله : { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } مجاز مرسل ، حيث أطلق المسبب وأراد السبب ، لأن الإدخال في النار ، مسبب عن الضلال وترك الهدى ، كأنه قال : أنت تهدي من أضله الله ، وجعل له النار بسبب ضلاله ، وجعلها السمرقندي في حواشي رسالته استعارة بالكناية ، حيث شبه استحقاقهم العذاب بالدخول إلى النار ، مسبب عن الضلال وترك الهدى ، كأنه قال : أنت تهدي من أضله الله ، وجعل له النار بسبب ضلاله ، وجعلها السمرقندي في حواشي رسالته استعارة بالكناية ، حيث شبه استحقاقهم العذاب بالدخول في النار ، عن طريق المكنية في المركب ، وحذف المركب الدال على المشبه به ، ورمز له بذكر شيء من لوازمه وهو الإنقاذ ، وفيه إشكال ، انظر بسطه في حاشيتنا على رسالة البيان ، لأستاذنا الشيخ الدردير . قوله : { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي وهم المصوفون بالصفات الجميلة السابقة المخاطبون بقوله : { يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } [ الزمر : 10 ] الآية ، ولكن ليست للاستدراك ، وإنما هي للإضراب عن قصة إلى قصة مخالفة للأولى . قوله : { لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ } مقابل قوله في حق أهل النار { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [ الزمر : 16 ] قوله : ( بفعل المقدر ) أي وتقديره وعدهم الله وعداً . قوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } إلخ ، استئناف مسوق لبيان تمثيل الحياة الدنيا في سرعة زوالها وقرب اضمحلالها ، بما ذكر من أحوال الزرع ، تحذيراً عن زخارفها والاغترار بها . قوله : ( أدخله أمكنة نبع ) أي فمراده بالينابيع الأمكنة التي أودعت فيها المياه السماوية لمنافع العباد ، بحيث تكون قريبة من وجه الأرض ، وتطلق الينابيع على نفس الماء الجاري على وجه الأرض ، وكل صحيح . قوله : { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } صيغة المضارع لاستحضار الصورة واستمرارها . قوله : { مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } أي من أحمر وأخضر وأصفر وأبيض ، واختلاف تلك الألوان ، إما ثماره أو عوده ، ومراده بالزرع كل ما يستنبت . قوله : ( فتاتاً ) أي متفتتاً ومتمزقاً .