Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 23-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } إلخ ، سبب نزولها ، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل لهم بعض ملل ، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : حدثنا حديثاً حسناً ، فنزلت . قوله : ( في النظم ) أي اللفظ ، وقوله : ( وغيره ) أي المعنى كالبلاغة والدلالة على المنافع . قال البوصيري رضي الله عنه في هذا المعنى : @ ردت بلاغتها دعوى معارضها رد الغيور يد الجاني عن الحرم فما تعد ولا تحصى عجائبها ولا تسام من الإكثار بالسأم @@ واعلم أنه في هذه الآية أثبت ان القرآن متشابه ، وفي آية أخرى أثبت أنه محكم ، وفي آية أخرى أن بعضه محكم وبعضه متشابه ، ووجه الجمع بينها ، أن المراد بالمتشابه في آية الاقتصار عليه ، ما أشبه بعضه بعضاً في اللفظ ، والمعنى من حيث البلاغة وحسن الترتيب ، وبالمحكم في آية الاقتصار عليه ، ما لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه ، وبالمتشابه في آية الجمع ما خفي معناه ، وبالمحكم ما ظهر معناه ، وتقدم هذا الجمع . قوله : { مَّثَانِيَ } جمع مثنى من التثنية بمعنى التكرير ، ووصف به المفرد وهو الكتاب ، لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل تثنى وتكرر ، نظير قولك : الإنسان عروق وعظام وأعصاب . قوله : ( وغيرهما ) أي كالقصص والأحكام . قوله : { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ } أي تنقبض وتتجمع من الخوف . قوله : ( عند ذكر وعيده ) أشار بهذا إلى أن { إِلَىٰ } بمعنى عند . قوله ( تطمئن ) أي تسكن وتستقر . قوله : ( أي عند ذكر وعده ) أشار إلى أن { إِلَىٰ } بمعنى عند ، فالتضمين في الحرف وهو أحد وجهين ، والآخر أنه ضمن { تَلِينُ } معنى تسكن ، فعداه بإلى ، والمفسر قد جمع بينهما . والحاصل : أن الله تعالى بين حال المؤمن عند سماع القرآن ، ففي حالة ذكر الوعيد يغلب عليه الخوف فيتصاغر ، وفي حال ذكر الوعد ، يغلب عليه الرجاء ، فيتسع صدره ، وتطمئن نفسه ، لأن الخوف والرجاء مصحوبان للعبد ، كجناحي الطائر إن عدم أحدهما سقط . قوله : ( أي الكتاب ) أي الموصوف بتلك الصفات . قوله : { هُدَى ٱللَّهِ } أي سبب في الهدى أو بولغ فيه ، حتى جعل نفس الهدى . قوله : { أَفَمَن يَتَّقِي } الهمزة داخل على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير أكل الناس سواء فمن يتقي إلخ ، ومن اسم موصول مبتدأ خبره محذوف ، قدره المفسر بقوله كمن آمن منه . قوله : ( مغلولة يداه ) أي وفي عنقه صخرة من كبريت مثل الجبال العظيمة ، فتشتعل النار فيها ، وهي في عنقه ، فحرها ووهجها على وجه ، لا يطيق دفعها عنه للأغلال التي في ديه وعنقه . قوله : { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ } التعبير بالماضي لتحقق الحصول . قوله : ( أي كفار مكة ) الأوضح أن يقول : أي الكفار من هذه الأمة . قوله : ( أي جزاؤه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } بيان لحال المكذبين قبلهم ، وما حصل لهم في الدنيا من العذاب . قوله : ( لا تخطر ببالهم ) المراد بالجهة السبب ، أي أتاهم العذاب بسبب لا يخطر ببالهم ، كاللواط في قوم لوط مثلاً . قوله : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي يصدقون ويوقنون ، وقوله : ( ما كذبوا ) جواب { لَوْ } . قوله : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا } اللام موطئة لقسم محذوف ، ومعنى { ضَرَبْنَا } بينا ووضحنا . قوله : ( حال مؤكدة ) أي لفظ قرآناً ، وكما تسمى ( مؤكدة ) بالنسبة لما قبلها ، تسمى موطئة بالنسبة لما بعدها ، كما تقول : جاء زيد رجلاً صالحاً . قوله : { غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } نعت لقرآناً أو حال أخرى . قوله : ( أي لبس واختلاف ) أي فمعناه صحيح لا لبس ولا تناقض فيه . قوله : { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } علة لقوله : { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } .