Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 29-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } إلخ ، والمعنى : اضرب يا محمد لقومك هذا المثل ، واذكره لهم لعلهم يؤمنون قوله : { مُتَشَاكِسُونَ } التشاكس التخالف والتشاجر مع سوء الخلق ، ومثل التشاخس بخاء معجمة بدل الكاف . قوله : { وَرَجُلاً سَلَماً } بألف بعد السين مع كسر اللام ، وتركها مع فتح السين واللام ، قراءتان سبعيتان . فالأولى اسم فاعل ، والثانية مصدر وصف به على سبيل المبالغة ، وقرئ شذوذاً بكسر السين وسكون اللام . قوله : { هَلْ يَسْتَوِيَانِ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( تمييز ) أي محول عن الفاعل ، والمعنى لا يستوي مثلهما وصفتهما . قوله : ( أي لا يستوي العبد لجماعة ) هذا هو المثل المحسوس للمشرك الذي يعبد غير الله ، فقوله : ( لجماعة ) أي سيئة اخلاقهم ، وقوله : ( والعبد لواحد ) هذا هو المحسوس للموحد الذي يعبد الله وحده ، وقوله : ( فإن الأول ) إلخ ، تقرير للمثل الأول ، ولم يتعرض للثاني لوضوحه . قوله : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } أي على عدم استواء هذين الرجلين . قوله : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي مع بيان ظهوره ، وهو اضراب انتقالي من بيان عد الاستواء على الوجه المذكور ، إلى بيان أن أكثر الناس لا يعلمون ذلك . قوله : { إِنَّكَ مَيِّتٌ } العامة على التشديد وهو من سيموت ، وأما الميت بالتخفيف فهو من فارقته الروح بالفعل . قوله : ( فلا شماتة بالموت ) الشماتة الفرح ببلية العدو . قوله : ( نزلت لما استبطؤوا موته ) إلخ ، أي وذلك أنهم كانوا ينتظرون موته ، فأخبر الله تعالى بأن الموت يعمهم ، فلا معنى لشماتة الفاني بالفاني . قوله : ( أيها الناس ) أي مؤمنكم وكافركم ، وقوله : { تَخْتَصِمُونَ } أي يخاصم بعضكم بعضاً ، فيقتص للمظلوم من الظالم ، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم ولا متاع له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ؛ وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار " قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } أي ومن جملة الكذب على الله ، الكذب على رسوله ، بأن يقول مثلاً : قال رسول الله كذا ، أو هذا ، شرعه ، والحال أنه لم يكن قاله ، ولم يكن شرعه . قوله : { إِذْ جَآءَهُ } ظرف لكذب بالصدق ، والمعنى كذب بالصدق وقت مجيئه . قوله : ( بلى ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام تقريري ، والمعنى { فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } لأن ( بلى ) يجاب بها النفي ويصيره إثباتاً كما تقدم . قوله : ( فالذي بمعنى الذين ) أي بالنسبة للصلى الثانية ، ولذا روعي معناه ، فجمع في قوله : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } وروعي لفظه في قوله : { جَآءَ } و { صَدَّقَ } قوله : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ } أي كل ما يشتهون من وقت حضور الموت ، كالمن من الفتانات عنده ، ومن فتنة القبر وعذابه ، ومن هول الموقف إلى غير ذلك . قوله : ( لأنفسهم ) متعلق بالمحسنين ، وفيه إشارة إلى إحسان الإنسان لنفسه ، وثمرته عائدة عليها ، فلا يعود على الله نفع محسن ، ولا ضر مسيء ، تعالى الله عنه ، والإحسان للنفس ، يكون بطاعة الله والالتجاء إليه وبذل المعروف للخلق محبة في الخالق ، وبهذا تكون النفس عزيزة : ومن أعز نفسه أعزه الله . وبضدها تتميز الأشياء .