Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 3-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ } إلخ ، { أَلاَ } أداة استفتاح ، والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها من الأمر بالإخلاص . قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } إلخ ، اسم الموصول مبتدأ ، { ٱتَّخَذُواْ } صلته ، والخبر محذوف قدره المفسر بقوله : ( قالوا ) وقوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ } إلخ ، مقول لذلك القول ، وقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } إلخ ، استئناف بياني واقع في جواب سؤال مقدر تقديره ماذا يحصل لهم ؟ وهذا هو الأحسن ، وقيل : إن خبر المبتدأ وهو قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ } إلخ ، وقوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ } حال من فاعل { ٱتَّخَذُواْ } على تقدير القول ، أي قائلين { مَا نَعْبُدُهُمْ } الخ . قوله : ( الأصنام ) قدره إشارة إلى أن { ٱتَّخَذُواْ } تنصب مفعولين ، الأول محذوف . قوله : ( وهم كفار مكة ) تفسير للموصول . قوله : ( قالوا ) { مَا نَعْبُدُهُمْ } إلخ ، أي فكانوا إذا قيل لهم : من خلقكم ، ومن خلق السماوات والأرض ، ومن ربكم ؟ فيقولون : الله ، فيقال لهم : وما معنى عبادتكم الأصنام ؟ فيقولون لتقربنا إلى الله زلفى ، تشفع لنا عنده . قوله : ( مصدر ) أي مؤكد ملاق لعامله في المعنى ، والتقدير ليزلفونا زلفى ، أو ليقربونا قربى ، قوله : ( وبين المسلمين ) أشار بذلك إلى أن المقابل محذوف . قوله : ( فيدخل المؤمنين الجنة ) أي فالمراد بالحكم تمييز كل فريق عن الآخر . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } أي لا يوفق للهدي من هو كاذب كفار ، أي مجبول على الكذب والكفر في علمه تعالى . قوله : ( في نسبة الولد إليه ) أشار بذلك إلى أن قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } إلخ ، توطئة لقوله : { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ } إلخ ، ويصح أن يكون من تتمة ما قبله ، وحينئذ فيقال كاذب في نسبة الألوهية لغيره تعالى . قوله : { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } أو لو تعلقت ارادته باتخاذ ولد على سبيل الفرض والتقدير ، والآية إشارة إلى قياس استثنائي حذفت صغراه ، ونتيجته وتقريره أن يقال : لو أراد الله أن يتخذ ولداً ، لاصطفى مما يخلق ما يشاء ، لكنه لم يصطف من خلقه شيئاً ، فلم يرد أن يتخذ ولداً . قوله : ( غير من قالوا ) أي غير المخلوق الذي قالوا في شأنه أنه ابن الله . قوله : ( تنزيهاً عن اتخاذ الولد ) أي لأنه امتنع عقلاً ونقلاً ، أما عقلاً فلأنه يلزم أن يكون الولد من جنس خالقه ، وكونه جنساً منه ، يستلزم حدوث الخالق وهو باطل ، وأما نقلاً فقد تواترت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب السماوية ، على أن الله تعالى لم يتخذ ولداً . قوله : { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } هذا بيان لتنزه في الصفات ، اثر بيان تنزهه في الذات ، لأن الوحدة تنافي المماثلة فضلاً عن الولد ، والقهارية تنافي قبول الزوال المحوج إلى الولد ، وإلا لكان مقهوراً ، تعالى الله عن ذلك .