Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-100)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَن يُهَاجِرْ } هذا ترغيب في الهجرة . قوله : ( مهاجراً ) بالفتح أي أماكن يهاجر إليها ، وعبر عنها بالمراغم إشارة إلى أن من فعل ذلك أرغم الله به أنف عدوه : أي يقهره ويذله ، والرغام في الأصل التراب ، فأطلق وأريد لازمه ، وهو الذل والهوان ، لأن من التصق أنفه بالتراب فقد ذل وصغر . قوله : ( كما وقع لجندع بن ضمرة الليثي ) وذلك أنه لما نزل قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } [ النساء : 97 ] الآيات ، بعث بها صلى الله عليه وسلم إلى مكة ، فتليت على المسلمين الذين كانوا فيها إذ ذاك ، فسمعها رجل من بني ليث ، شيخ مريض كبير يقال له جندع بن ضمرة فقال : والله ما أنا ممن استثنى الله ، فإني لأجد حيلة ولي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها ، والله لا أبيتن بمكة ، أخرجوني ، فخرجوا به على سرير حتى أتوا به التنعيم ، فأدركه الموت فصفق بيمينه على شماله ثم قال : اللهم هذه لك ولرسولك ، أبايعك على ما بايعك رسولك ، ثم مات ، فبلغ خبره أصحاب رسول الله فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم وأوفى أجراً ، وضحك منه المشركون وقالوا : ما أدرك ما طلب ، فنزلت الآية . قوله : { فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ } أي تفضلاً منه وكرماً ويدخل في ذلك من قصد أي طاعة ثم عجز عن إتمامها ، فيكتب له ثوابها كاملاً .