Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 96-99)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { دَرَجَاتٍ } قيل سبعة وقيل سبعون وقيل سبعمائة ، كل درجة كما بين السماء والأرض . قوله : ( بفعلهما المقدر ) أي غفر لهم مغفرة ورحمهم رحمة . قوله : ( فقتلوا يوم بدر ) أي وهل ماتوا عصاة أو كفاراً خلاف ، لأن الهجرة كانت ركناً أو شرطاً في صحة الإسلام . قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } [ الأنفال : 72 ] وهذا كان قبل الفتح ، ثم نسخ بعده ، والقاتل لهؤلاء الملائكة لعلمهم بأن الله لم يقبل منهم الإسلام لفقد شرطه ، وهو الهجرة مع قدرتهم عليها ، وليس التخلف ومن أجل صيانة المال والعيال عذراً ، والمتبادر من ذلك أنهم ماتوا كفاراً . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ } يصح أن يكون ماضياً ولم يؤت فيه بعلامة التأنيث ، لأن التأنيث مجازي ، ويصح أن يكون مضارعاً حذفت منه إحدى التائين ، والأصل تتوفاهم . قال ابن مالك : @ ومَا بِتَاءَيْن ابْتَدَى قَدْ يَقْتَصِر فِيهِ عَلَى تَا كتبين العِبَر @@ قوله : { ٱلْمَلاۤئِكَةُ } يعني ملك الموت وهو عزرائيل ، وإنما جمع تعظيماً ، وقيل المراد أعوانه وهم ستة : ثلاثة منهم يقبضون أرواح المؤمنين ، وثلاثة منهم يقبضون أرواح الكفار . قوله : { قَالُواْ } ( لهم موبخين ) أي عند قبض أرواحهم . قوله : { فِيمَ كُنتُمْ } ما اسم استفهام حذفت ألفها لجرها بالحرف . قال ابن مالك : @ وَمَا فِي الاسْتِفْهَامِ إنْ جرّت حُذِفَ أَلْفهَا وَأَوَّلَها الهَا إنْ تَقِفُ @@ قوله : ( أي في شيء كنتم ) أي أكننتم مؤمنين أم كفاراً . قوله : { قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ } هذا اعتذار غير صحيح ، فلذا ردت الملائكة عليهم هذا الاعتذار . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } هذا هو خبر إن ، وقرن بالفاء لأن في الأصل خبر عن الموصول وهو يشبه الشرط . قوله : ( هي ) هذا هو المخصوص بالذم . قوله : { إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ } هذا الاستثناء منقطع على التحقيق . قوله : { مِنَ ٱلرِّجَالِ } هو ما يعبده بيان للمستشعفين ، وذلك كعباس بن ربيعة وسلمة بن هشام وغيرهما ، وقوله : { وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ } قال ابن عباس : كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان . قوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } هذه الجملة إما مستأنفة مبينة للاستضعاف جواب سؤال مقدر تقديره ما وجه استضعافهم ، أو صفة للمستضعفين . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ } عسى في كلام الله بمنزلة التحقيق ، لعلمه بعواقب الأمور ، وقدرته على كل شيء ، وأما في كلام غيره فللرجاء ، لجهله بعواقب الأمور وعجزه .